أشعب الذي شغل الناس بطمعه،،

تعود شخصية أشعب وقيل شعيب إلى رجل يدعى أشعب بن جبير، تذهب بعض الروايات إلى أنه ولد سنة 9 هجرية، وكان أبوه في الغالب من موالي عثمان بن عفان وقد عاش إلى أيام خلافة المهدي ثالث الخلفاء العباسيين الذي حكم في الفترة من 158 إلى 169هجرية ولكن الروايات تتعدد بأنه كان مولى عثمان أو سعد بن العاص والزبير بن العوام وآخرين
كان أشعب رجل يضرب فيه المثل في الحرص والطمع يزور مرارا جارية في المدينة ويتودد إليها فسألته مرة أن يقرضها نصف درهم فانقطع عنها وكان إذا لقيها في الطريق سلك طريقا آخر فصنعت له نشوقا دواء على شكل مسحوق وأقبلت به إليه فقال لها : ما هذا

قالت : نشوق عملته لك لهذا الفزع الذي بك .

فقال لها : اشربيه أنت للطمع الذي بك فلو انقطع طمعك انقطع فزعي وأنشد يقول :

أخلِفي ما شئت وعدي وامنحيني كل صدّ

قد سلا بعدك قلبي فاعشقي من شئت بعدي

إنني آليت ألا أعشق من يعشق نقدي
ومن قصصه أيضا :

كان أشعب صغيرا عندما جلس مع قوم يأكلون وبعد قليل شرع في البكاء فسأله أحد الحاضرين : مالك تبكي

فقال : الطعام ساخن .

فقال الرجل : دعه حتى يبرد .

فقال أشعب : أنتم لا تدعونه
ومنها أي
قال أشعب لزوجته وكان معها دينار : أعطني هذا الدينار حتى يلد لك في كل أسبوع درهما .

فأعطته إياه وصار يدفع لها في كل أسبوع درهما .

فلما كان الأسبوع الرابع تلكّأ أشعب عن الدفع فجاءت زوجته وطلبت الدينار منه فقال لها : لقد مات بالنفاس

فصاحت مندهشة : كيف وهل يموت الدينار بالنفاس

فقال أشعب : تصدقين بالولادة ولا تصدقين بالنفاس

ويروى أيضا :
صحب أشعب أحد التجار فقال له التاجر : قم فاطبخ .

فقال أشعب : لا أحسن ذلك .

فطبخ الرجل ثم قال لأشعب : قم فأثرد .

فقال أشعب : والله أنا كسلان .

فثرد الرجل ثم قال : قم فاغرف .

فقال أشعب : أخشى أن ينقلب عليّ .

فغرف الرجل ثم قال لأشعب : قم الآن وكل .

فنهض أشعب مسرعا قائلا : والله قد استحييت من كثرة خلافي عليك .

فقام وأكل .
ومن قصصه :

كان أشعب يقص على أحد الأمراء قصة بدأها بقوله : كان رجل…
وفجأة أُحضرت المائدة فعلم أن القصة ستلهيه عن الطعام فسكت . فقال له الأمير : كنت قد قلت : كان رجل…وسكتّ ، فتابع وأخبرنا ما كان من أمر ذلك الرجل .

فقال أشعب وعيناه مسمرتان في المائدة : آه صحيح . كان رجل…ومات. 

إعداد: مروان مجيد الشيخ عيسى

تحرير: حلا مشوح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.