كثيراً مانسمع في مجالسنا قصص وروايات وطرف عن رجل اسمه جحا لكن بحقيقة الأمر شخصيته كانت معروفة في زمانها على الأقل على مستوى الخيال إن لم تكن واقعية.
وتعود أقدم القصص المنسوبة إلى جحا في التراث العربي إلى القرن الأول الهجري أي السابع الميلادي بالتحديد إلى رجل يدعى دُجين بن ثابت الفزاري وقد كان يلقب بجحا وكان ظريفاً لكن يقال إن الكثير من القصص المنسوبة حوله هي مكذوبة في واقع الأمر.
ونقدم لكم ماقال المحدثون عن شخصية جحا :
قال ابن حجر في تعجيل المنفعة دجين بن ثابت اليربوعي أبو الغصن البصري عن أسلم مولى عمر وهشام بن عروة وعنه ابن المبارك ووكيع وأبو عمر الحوضي ومسلم بن إبراهيم وجماعة وهاه ابن معين وقال النسائي ليس بثقة وقال ابن حبان كان قليل الحديث منكر الرواية على قلته يقلب الأخبار ولم يكن الحديث شأنه وهو الذي يتوهم أحداث أصحابنا أنه جحا وليس كذلك قلت ابن عدي روى لنا عن يحيى بن معين انه قال الدجين هو جحا ولم يصح عنه وضعفه أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان والدارقطني وغيرهم.
قال الشيرازي: جُحا لقب له وكان ظريفاً والذي يقال فيه مكذوب عليه.
قال الحافظ ابن عساكر: عاش أكثر من مائة سنه وهذا كله تجده مسطوراً في كتاب عيون التواريخ لابن شاكر الكتبي .
ونقل الذهبي أيضاً في ترجمته له: قال عباد بن صهيب : حدثنا أبو الغصن جُحا وما رأيت أعقل منه .
وقال عنه أيضاً : لعله كان يمزح أيام الشبيبة فلما شاخ أقبل على شأنه وأخذ عنه المُحدثون .
وقال الذهبي في السير: أبو الغصن هو الشيخ العالم الصادق المعمر بقية المشيخة أبو الغصن ثابت ابن قيس الغفاري مولاهم المدني عداده في صغار التابعين يروي عن أنس بن مالك وسعيد بن المسيب ونافع بن جبير وخارجة بن زيد الفقيه وأبي سعيد كيسان المقبري والقدماء ورأى جابر بن عبد الله فيما اعترف به أبو حاتم. حدث عنه معن بن عيسى وعبد الرحمن بن مهدي وبشر بن عمر الزهراني والقعنبي وإسماعيل بن أبي أويس وجماعة وأخطأ من زعم أنه جحا صاحب تلك النوادر.
ومن خلال ما قيل عنه من المحدثين نجد أن هذا الرجل من التابعين يتصف بالرزانة والدماثة وحسن الخلق وليس كما صوره الناس.
إعداد: مروان مجيد الشيخ عيسى
تحرير: حلا مشوح