تشهد جبهات شمال سوريا تصعيدًا عسكريًا ملحوظًا بين القوات الحكومية السورية من جهة، والفصائل المسلحة بقيادة “هيئة تحرير الشام” من جهة أخرى، وسط تبادل للاتهامات بين الطرفين حول استهداف المدنيين واستغلال وسائل الإعلام لتضليل الحقائق.
سيطرة المعارضة على مواقع جديدة
أعلنت “إدارة العمليات العسكرية” التابعة لتحالف الفصائل المعارضة، اليوم الجمعة، سيطرتها على أحياء حلب الجديدة، الحمدانية، ومساكن الثلاثة آلاف شقة داخل مدينة حلب، بالإضافة إلى بلدات وقرى جديدة في ريفي حلب وإدلب، من بينها الحاضر وتل حدية في ريف حلب الجنوبي وخان السبل وترنبة في ريف إدلب الشرقي.
وأكدت الفصائل حرصها على حماية أرواح المدنيين وممتلكاتهم، داعية عناصر القوات الحكومية إلى الانشقاق، بالتزامن مع “تأمين” انشقاق عدد منهم في المدينة.
ردود فعل دولية وحكومية
من جهته، اعتبر الكرملين على لسان المتحدث دميتري بيسكوف، الهجوم “انتهاكًا لسيادة سوريا”، داعيًا إلى استعادة السيطرة سريعًا. وأشار إلى أن موسكو تتابع الوضع عن كثب وتدعم الحكومة السورية في جهودها لاستعادة النظام الدستوري.
في المقابل، أكدت القيادة العامة للجيش السوري أن قواتها تصدت للهجوم الذي وصفته بـ”الكبير” والذي تشنه “التنظيمات الإرهابية المسلحة”. وأعلنت أنها أوقعت خسائر كبيرة في صفوف المسلحين، حيث قتلت وجرحت المئات منهم، وأسقطت 17 طائرة مسيرة، كما تمكنت من استعادة بعض النقاط التي شهدت خروقات خلال الساعات الماضية.
القصف والأوضاع الإنسانية
وفي السياق، وثق “الدفاع المدني السوري” مقتل 17 مدنيًا، بينهم سبعة أطفال، وإصابة 55 آخرين، جراء قصف مصدره القوات الحكومية وروسيا على ريفي حلب وإدلب، يومي الأربعاء والخميس. وأكد الدفاع المدني أن القصف تسبب في نزوح أكثر من 1500 عائلة خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
من جهة أخرى، نفت الفصائل المعارضة استهدافها للأحياء المدنية في حلب، بعد أن اتهمتها وسائل إعلام حكومية بقصف المدينة الجامعية. بالمقابل، دعت القيادة العامة للجيش المواطنين إلى عدم الالتفات لما أسمته “الأخبار المضللة” التي تنشرها المنصات التابعة للتنظيمات المسلحة.
الوضع الميداني وتوقعات التصعيد
مع استمرار التصعيد العسكري على جبهات ريفي حلب وإدلب، وتحركات عسكرية مكثفة من الطرفين، يبدو أن المنطقة تتجه نحو مزيد من التوتر، وسط تحذيرات من تفاقم الأوضاع الإنسانية في المناطق المتأثرة بالصراع.