قبل عام تقريباً، أطلقت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) حملة تحت شعار “تعزيز الأمن” في دير الزور. لكن نتائج هذه الحملة جاءت بعكس ما أُعلن عنها، حيث أصبحت مصدرًا للفوضى والانقسامات. يمكن تلخيص ما حققته هذه الحملة وما وصل إليه الوضع الأمني من خلال النقاط التالية:
1. **قتل المدنيين**:
أسفرت الحملة عن مقتل قرابة 70 مدنيًا من أبناء دير الزور على يد قوات قسد، بينهم نساء وأطفال قُتلوا بطرق وحشية. وفي إحدى الحالات، تم إعدام طفل مع والده في منطقة الحريجية.
2. **عداء مع العشائر العربية**:
خلقت الحملة عداءً مباشراً مع العشائر العربية، حيث استخدمت قسد القوة العسكرية ضد أبناء المنطقة، وتجاهلت مطالب رموز القبائل. هذا التصعيد أدى إلى تكوين فصائل عشائرية مسلحة تهدف إلى تحرير دير الزور من سيطرة قسد.
3. **هجمات واستقالات**:
تتعرض نقاط قوات قسد لهجمات يومية، وسقط العديد من عناصرها أسرى دون أي محاولة لإنقاذهم. هذا الأمر خلق خوفًا بين عناصر قسد، مما أدى إلى ترك العديد منهم الخدمة، حيث انخفض عدد العناصر في ساحة هجين من 4000 عنصر إلى 170 عنصرًا فقط.
4. **زعزعة الاستقرار**:
الحملة أدت إلى زعزعة الأمن الهش الذي كان قائماً، مما تسبب في فوضى أمنية كبيرة مما أدى إلى تهديد مصالح التحالف الدولي بشكل متزايد.
5. **تغيير النظرة للتحالف الدولي**:
كان التحالف الدولي يُعتبر عامل استقرار في المنطقة، لكن صمته تجاه تجاوزات قسد أدى إلى تغيير نظرة السكان المحليين نحوه، حيث بات يُنظر إليه كشريك في الجرائم، خاصة مع عدم اتخاذه خطوات حقيقية لإشراك أبناء دير الزور في إدارة مناطقهم.
6. **استفادة المجموعات الإيرانية والروسية**:
أدت السياسات القمعية لقسد إلى دفع الأشخاص الرافضين لهذه السياسات إلى الانضمام للمجموعات الإيرانية والروسية المتحالفة مع الحكومة السورية. هذه المجموعات استثمرت في هؤلاء الأفراد لتعزيز العداء ضد التحالف الدولي، مما وفر لهم قاعدة لتوجيه ضربات ضد قوات التحالف.
7. **حرمان الطلاب من التعليم**:
تم احتلال المدارس من قبل قوات قسد وتحويلها إلى نقاط عسكرية، مما حرم أكثر من 40,000 طالب من متابعة تعليمهم.
8. **حرمان السكان من مياه الشرب**:
قامت قسد بتحويل محطات مياه الشرب إلى نقاط عسكرية، مما حرم مئات الآلاف من الحصول على المياه، مع العلم أن هذه المحطات كانت قد أُعيد تأهيلها من قبل منظمات دولية.
9. **تعطل الخدمات**:
تسببت الحملة في تعطل الخدمات في مختلف المجالات، وتضررت العديد من المنشآت الخدمية بسبب القصف العشوائي الذي نفذته قسد بقذائف الهاون.
10. **الاعتقالات التعسفية**:
تم اعتقال آلاف المدنيين من أبناء المنطقة، بما فيهم أقارب المطلوبين الذين تم اختطافهم بهدف مقايضتهم بتسليم أنفسهم.
11. **التهجير القسري**:
فرضت قسد التهجير القسري على أقارب المطلوبين، وطالبتهم بإخراج المطلوبين من سوريا وتقديم إثباتات على ذلك مقابل إطلاق سراح الرهائن.
هذه النقاط تظهر أن ما سُمّي بـ”حملة تعزيز الأمن” قد تحول إلى حملة لتقويض الأمن في المنطقة، وأدى إلى تدهور الأوضاع بشكل كبير.