تحل علينا الذكرى الخمسون لما يُعرف زورًا، وبهتانًا بالحركة التصحيحية، وهي حاولت إفساد الوطن السوري من ألفه إلى يائه، ودمرت بنيانه الذي كان مرصوصًا، وقبل الغوص في أحداث ذلك التحول لابد من الوقوف عند حالة سوريا قبل ذلك التاريخ المشؤوم.
كانت سوريا نموذجًا رائعًا يُحتذى به في كل المجالات، فقد كانت المؤشرات التنموية لسوريا حتى غاية 1970 على النحو التالي:
ترتيبها الاقتصادي/ 35/ على العالم، الدولار يساوي /4/ ليرة سورية.
-عضو مؤسس وفاعل بالأمم المتحدة ومنظماتها.
-المستوى الاجتماعي والثقافي الأعلى بالعالم العربي.
– جامعة دمشق ترتيبها الثاني في العالم العربي.
-كفاءاتها البشرية محط تقدير واستقطاب كافة دول العالم.
– جواز السفر السوري بين الأهم عربيًا ودوليًا.
نقارن بين مؤشرات سوريا قبل وبعد مايسمى بالحركة التصحصية كما يلي حيث اصبح
ترتيبها الاقتصادي /135/عالميًا، الدولار تجاوز ال45ليرة.
مرفوضة التمثيل من لجان ومجالس الأمم المتحدة ومنظماتها.
المستوى الاجتماعي، والثقافي دون الوسط بالعالم العربي.
احتلت جامعة دمشق الرقم/50/ بترتيبها عربيًا.
كفاءاتها البشرية محط استخفاف، وغير مرغوبة بكافة دول العالم.
جواز السفر السوري بين الأقلية أهمية عربيًا وعالميًا
بعد المقارنة نتعرف على حقيقة ما يسمى بالحركة التصحيحية؟ وكيف أحكمت قبضتها على أنفاس الشعب السوري؟
بدأ انقلاب البعث في عام 1970 وهو انقلاب عسكري في الجمهورية العربية السورية قام به وزير الدفاع، وعضو القيادة القطرية بحزب البعث الفريق حافظ الأسد، ورئيس الأركان السوري مصطفى طلاس، وكثير من الضباط البعثيين الموالين لحافظ الأسد في /16تشرين الثاني/ وعين على إثرها أحمد الحسن الخطيب رئيسًا للجمهورية مؤقتًا، وصل بعدها حافظ الأسد إلى سدة حكم دولة البعث.
شرع بتحويل الدولة السورية الديمقراطية المؤسساتية إلى دولة عائلة، وذلك بالاعتماد على الجسمين الأساسيين في الدولة: الأجهزة الأمنية ، والجيش، فقد ألبسهما ثوب الطائفية، وضمن بذلك ولاءهم.
ثم شرع بتحويل الحياة المدنية بأسرها إلى ثكنة أمنية، من خلال ما يعرف بحزب البعث، والشبيبة، والطلائع، واتحاد الطلبة الجامعيين، حيث ربط كل هذه الفئات، والشرائح بالفروع الأمنية التي انتشرت كالجراد على الأراضي السورية، وناهز تعدادها السبعة عشر فرعًا.
بعد ان استلم حافظ الاسد الحكم لمدة 30 .
مات حافظ أسد ويملك/100/ مليار دولار مسروقة.
وبعد هلاك حافظ الاسد تابع التصحيح ابنه، ففاق أباه بالقتل ولإجرام، وتجاوزه بالوحشية بآلاف الأميال، فقد شطر شعبها إلى أربعة أقسام، الأول: أعمل فيه سيف القتل دون رحمة ولا شفقة، والثاني: جعله مشردًا في أرجاء المعمورة، والثالث أدخله المعتقلات، والرابع أعطاه جرعة من غسل الدماغ وقام على حكمه.
إعداد : محمد السراج