ساري العبدالله”عبدالله الفاضل” الشاعر الذي ظل يفتخر بأهله رغم تركهم له في أحلك الليالي،،

إن بلادنا فيها الكثير من الحكايا والقصص التي تناقلتها الناس مع مرور الزمن وكان لها أثر عميق وحكمة بليغة لاتزال تعطي دروسا لمن يستمع إليها تتحدث عن الحب الصادق والوفاء والغيرة والنخوة والشهامة.
ومن الحكايا والقصص التي لطالما ظلت ترويها الناس قصة ساري العبدالله أو عبدالله الفاضل.
من هو صاحب قصتنا :
ساري وأسمه الحقيقي عبد الله بن الفاضل بن حمد بن الملحم بن رشيد بن مزيد بن شماس يرتفع نسبه إلى حسن بن مُنبه بن وهب العنزي، من مشايخ “الحسنة” إحدى قبائل ضنا مسلم من قبيلة عنزة وأمه “الشيخة نوف بنت الشيخ الحميدي بن هذال” من العمارات من عنزةجاء ذكره في وقائع 1879م من تاريخ القبائل الشاعر عبد الله الفاضل ولقب ( بساري العبد الله )وذلك لسيره وحيدا يتنقل بين العرب وكان له مكانته بين عشيرته وله الاثر الكبير بالشعرالبدوي المعاصر ولقد اتخذ نوع ( العتابة ) التي تغطي مساحته الشعرية ولها طابع خاص بين العرب جميعا حيث كل من ذكر بيت من العتابة اوله ( هلي ) ينسب فورا إلى ساري العبد الله ولهذا الشعر اسلوبه الخاص ببادية العراق والشام كثيرا وان هذا الاسلوب قد طغى وغطى جميع الجزيرة الفراتية وهي تقريبا البقعة الجغرافية التي دارت فيها الأحداث ( ساري ) ولد وترعرع في منطقة (حضرة الفاضل) ببادية الشرقاط جنوب الموصل في العراق، وكانت والدته حاملا فيه خلال هجرة القبيلة من الجزيرة العربية، حيث كانت ديرتهم بين النخيب و عرع
وعاش ساري حياة الفروسية والشعر والمشيخة بين قومه
وانتشر صيته بين القبائل لكن الله ابتلاه بمرض الجدري الذي كان مستعصيا في تلك الأيام وكانت من عادات العرب أن يبعدوا صاحب المرض عن القبيلة لكي لاتنشر العدوى لكن مكانة ساري عند قبيلته آثرت عليهم أن يبعدوه عنهم فقرروا أن ترحل القبيلة وتتركه يصارع المرض لوحده. فلما رحلوا عنه وتركوا معه كلبه (شير) قال مخاطبا كلبه :
هلك شالو على “مكحول” يا شير
وخلولك عظام الحيد يا شير
لون تبجي طول الدهر يا شير
هلك شالوا على “حمص وحما”

بقي ساري يصارع المرض حتى جاءت قوم سيارة فلما وجدوه مريضا عالجوا مرضه حتى شفي من مرضه.
ظل ساري يفخر بأهله رغم كل مافعلوه به وفلا تكاد توجد قصيدة لساري إلا يبدأ بقوله :هلي.
هلي عز النزيل وعز من گال
ثقال الروز ماهم حجر منگال
انچان الناس مي هظل من گل
هلي نيسان طم العاليا
هلي عز النزيل وعز منزال
ودوم الهم على الدربين منزال
عشوب الناس واهلي نبت من زل
خضر ما يبسو بارح هوا
هلي بالدار خلوني وشالوا
وخلوني جعود بطن شالو
على حدب الظهور اليوم شالو
وحايل دونهم كور وسراب
هلي بالدار خلوني رميماي
مثل حيدن معگل برميماي
يامحي العظام وهي رميماي
توصلني على حي الاحباب
وبقي ساري بعيدا عن قومه رغم محاولاتهم أن يصالحوه حتى جاء يوم ومرت قبيلته من أمامه وراح قومه ينشدون من أشعاره مفتخرين به حتى دخل قلبه الرأفة على قومه فعاد إليهم  عزيزا كريما.

إعداد : مروان مجيد الشيخ عيسى
تحرير : ابراهيم حمو

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.