يستقبل أهالي مدينة الموصل عيد الأضحى المبارك حيث عاد أهالي المدينة من جديد إلى ممارسة طقوسهم في التحضير لاستقبال عيد الاضحى بعد ان بدأت الحياة تعود تدريجيا الى المدينة …
تستقبلنا السيدة رزان بابتسامة عريضة ، بينما هي منهمكه في إعداد حلويات العيد وأشهرها ( الكليجة ) حيث تبدأ العوائل تحضيراتها قبل أسبوع من عيد الأضحى المبارك …
ويعد تقديم ” الكليجة ” للضيوف والمعايدين واحدة من أهم الحلويات والمعجنات التي ارتبطت بطقوس العيد لدى العراقيين …
تقول رزان ” لا طعم للعيد ولا للكليچه دون اجتماع العائلة والأحبة ” و” الكليجة ” هي حلوى شعبية عراقية، تصنع من عجينة الطحين وتحشى إما بالجوز أو الحلقوم أو جوز الهند والسمسم ، ولكن يبقى أبرزها كليجة التمر التي تعد معشوقة الجماهير ..
وعادة تجتمع نسوة العائلة لتحضير حلوى العيد وذلك بتقسيم العمل بينهن ، فتعجن إحداهن ، وأخرى تضع الحشوات ، فيما ثالثة تراقب الفرن وهو ينضج قطع الحلوى ، وتستذكر أم أحمد العيد أيام زمان ، فتقول كان العراقيون ، يصعدون إلى سطوح المنازل ، لسماع تكبيرات المساجد التي تنطلق من مكبرات أصوات المساجد ، لكن هذه العاده اختفت في بعض أحياء المدينه …
( تحضيرات العيد ) …
وتبدأ التحضيرات لعيد الأضحى ، وذلك بحملات التنظيف الشاملة للمنازل والمناطق ، إذ تعتمد ربات البيوت على جعل كل شيء زاهيا لاستقبال العيد ، فضلا عن التوجه للأسواق من أجل شراء الثياب والحُلي وخاصة ملابس الأطفال ليبدوا بأجمل صورة في العيد …
وفي العيد أيضا يحرص العراقيون على حلّ خلافاتهم ، كما يقوم الأطفال بجمع ” العيديات ” من الأقارب والجيران ، قبل أن يذهبوا إلى الملاهي والمتنزهات لينفقوها …
مراسل وكالة ” BAZ NEWS ” التقى بأحد المواطنيين ” أبو محمد 48 عامآ ” قائلآ كانت الفرحه تغمرنا ليلة العيد وننتظر أن يأتي صباح العيد لكي نعايد والدنا أثناء عودته من صلاة العيد ونقبل يدآه .. ويبادر والدنا باعطائنا ،، العيديه ،، لازلت اتذكر أكثر عيديه اخذتها كانت آنذاك ،، عشرة دنانير ،، فكنا نذهب برفقة أولاد محلتنا إلى صالة السينما في منطقة الدواسه ثم نخرج ونتجه إلى مدينة ألعاب الموصل ،، ونستقل عربة ( الطنبر عباره عن عربه يجرها حصان في مقدمتها ) وكنا نغني ونصفق لنعبر عن فرحتنا في العيد ،، وأثناء وصولنا إلى مدينة الألعاب لنتفاجئ بوجود زخم على بطاقات التذاكر نبحث على شخص نعرفه ليقطع لنا بطاقات التذاكر الخاصه بلألعاب ( ك سكة الموت ، والصحن الطائر ، وسيارات التصادم ،، وغيرها من الألعاب ) ،، ثم نذهب الى بائع ،، ( العمبه والصمون ) نشتري منه لسد جزء بسيط من رمق الجوع لحين عودتنا إلى بيوتنا .
. واضاف ابو محمد ،، متبسمآ اول سكاره دخنتها في العيد كان نوعها ،، ” سومر أبو الحاسبه ” وكنا نشتري العلكه لاخفاء رائحة السكائر .. ثم أدمعت عيناه وهو يتذكر والده الذي فقده ويتذكر رفقاه الذين استشهدوا في عمليات تحرير الموصل من عصابات داع ش .. من الجانب الأيمن لمدينة الموصل …
( المبيعات التي تسبق العيد ) …
عبر تاجر الملابس رعد الجبوري ( 50 عاما ) في حديث خصه به ” وكالة BAZ NEWS ” أن أغلب الوكالات التجارية تعمل على خفض الأسعار ، وذلك لشدة التنافس بين المحالّ ، لافتا إلى أنه رغم ذلك فإن المواسم الأخيرة شهدت انحسارآ في المبيعات والأرباح بسبب عجز كثير من المواطنين عن شراء ملابس جديدة … وشهدت الأسواق بالموصل رواجاً كبيراً في فترة الاستعدادات التي سبقت عيد الأضحى ، وكان الإقبال على المحال التجارية المتخصصة في بيع الملابس والأحذية هي أكثر الأسواق المزدحمة بالزبائن ، بالإضافة لأسواق الأطعمة والحلوى التي حرص أصحابها على عرض المنتجات بشكل منظم …
( يوم العيد ) …
وعند الفجر يتجه أغلب العراقيين ومعهم أولادهم، إلى الجوامع لأداء صلاء العيد ، وتكون النسوة قد هيأت الإفطار الصباحي الأول ، وغالبا يشتمل على( القيمر مع الكاهي ) .. وتشهد مطاعم الموصل الشعبيه زخماً كبيراً على الاكلات الشعبيه ،، ( كأكلت الباجه ،، والمشاوي بأنواعها ،، والتشريب العراقي ) .. إذ تعد الوجبة الأكثر شعبية في البلاد …
( الدين والفرح ) …
وحول العيد ومظاهر الفرح فيه ، قال الشيخ محمد الطائي إمام وخطيب جامع الأمين في حديث لوكالة ” BAZ NEWS “.. إن التعبير عن الفرح مقصد شرعي ومعنى أصيل من معاني العيد ما لم يكن مضرا على النفس وبالآخرين ، وما لم يكن مبالغا في تحقيقه …
كما يرى أن الأعياد في الإسلام لم تُشرع من أجل مجرّد الفرح فقط ، وإنما شُرعت لكي تستكمل حلقة البر في المجتمع ، فإذا كان البر في الأيام العادية عادة فردية ، ففي أيام الأعياد يصبح البرّ قضية أجتماعية لقول النبي ( صلى الله عليه وسلم ) .. مطالبا الأغنياء أن لا يتركوا الفقراء لفقرهم : ” اغنوهم عن السؤال في هذا اليوم “..
ويوضح الطائي أن ،، أضحية العيد ، تعد بابا واسعا للتكافل وإدخال السرور على الفقراء والمحتاجين في هذه المناسبة الكريمة . ويؤكد أن المساجد في يوم العيد لها لونٌ آخر ، وحضور مختلف ، وشكل متجدد ، وهي في تزايد الإقبال من المصلين ، رجالا ونساء كبارا وصغارا ، وخصوصا في الفترة الأخيرة …
وعن خطبتي العيد ، بيّن الطائي أن التوجيهات التي ترسل هي تأكيد الوحدة والائتلاف بين أطياف المجتمع كافة ، لتعزيز الإيمان ، والتركيز على بر الوالدين وصلة الأرحام ، والإحسان للجيران …
وعاد أكثر من ( 2 مليون و 100 ألف نازح ) … عراقي إلى منازلهم بالمناطق في شرق وغربي الموصل عقب تحريرها في 9 يوليو/ تموز الماضي ، وأعلنت الحكومة العراقية في وقت سابق بدء عملية إعادة إعمار المدينة وعودة الملامح الأولى للحياة بافتتاح المطاعم والمحال التجارية وترميم المباني والمنازل المهدمة جراء القصف الجوي والعمليات العسكرية التي استمرت طوال 9 أشهر متواصلة ضد مسلحي داع ش …