الشرق الأوسط- BAZNEWS
في تطور جديد للأزمة بين العراق والولايات المتحدة، حذر رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن من قيام بلاده بالردّ المباشر على الهجوم الصاروخي الذي شنته مؤخراً الفصائل المسلحة على سفارة الولايات المتحدة بالعاصمة بغداد “بدون موافقة الحكومة العراقية”.
جاء ذلك في بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء، يوم السبت، أكد فيه أن السوداني تلقى اتصالاً هاتفياً من أوستن، ليلة أمس الجمعة، بحث خلاله علاقات التعاون الثنائي في المجالات الأمنية، وسبل تطويرها بين البلدين لمواجهة مختلف التحديات.
وأضاف البيان أن الاتصال تطرق إلى الهجمات الأخيرة التي استهدفت مقرّ السفارة الأمريكية في العاصمة بغداد، وأهمية الحدّ منها؛ لما تشكله من تقويض لسيادة العراق واستقراره.
وأكد السوداني خلال الاتصال، التزام الحكومة بحماية البعثات الدبلوماسية والعاملين ضمن بعثة التحالف الدولي ومنشآته، مضيفا أنّ الأجهزة الأمنية قادرة على ملاحقة وكشف المتورطين بهذه الاعتداءات، أياً كانوا، محذراً في الوقت نفسه من الردّ المباشر بدون موافقة الحكومة وأهمية عدم تكرار ما حصل من اعتداء في جرف النصر.
من جانبه، رحب وزير الدفاع الأمريكي بموقف الحكومة العراقية، وإدانتها الهجمات التي استهدفت السفارة الأمريكية في العراق، وإجراءاتها لملاحقة مرتكبيها، مؤكداً أنّ مثل هذه الأعمال تهدد الأمن الداخلي للعراق.
وأبلغ أوستن السوداني، باحتفاظ الولايات المتحدة بحق “الرد الحاسم” على الهجمات الصاروخية التي تتعرض لها القواعد العسكرية والبعثات الدبلوماسية، وفقا لبيان صادر عن “البنتاغون” في وقت سابق من اليوم السبت.
وفي اتصال هاتفي مع السوداني، قال أوستن إن “مجموعتي كتائب حزب الله وحركة النجباء المصنفتين على لوائح الإرهاب والمدعومتين، من إيران مسؤولتان عن معظم الهجمات ضد القوات الأميركية وقوات التحالف”.
وتعرض محيط السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء المحصنة وسط العاصمة بغداد فجر يوم الجمعة الثامن من شهر كانون الأول/ديسمبر الجاري إلى استهداف بعدة صواريخ لم تسفر عن إصابات بشرية.
ووجه رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بمحاسبة القادة الامنيين التي استخدمت مناطقهم لقصف السفارة الأمريكية.
كما أعلن جهاز الأمن الوطني، أمس الجمعة، عن تعرض مقره في العاصمة بغداد إلى اعتداء من قبل مجاميع خارجة عن القانون.
وأدانت وزارة الخارجية الأميركية “بشدة”، الهجمات الصاروخية التي تعرض لها محيط سفارتها في العاصمة بغداد.
ويعد الهجوم هو الأوّل على السفارة الأميركية في بغداد منذ أن بدأت فصائل متحالفة مع إيران منتصف أكتوبر شنّ هجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ ضدّ القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي في العراق وسوريا تزامنا مع حرب إسرائيل على حماس بعد هجومها في السابع من أكتوبر.
- ويعكس موقف رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إصرار الحكومة العراقية على حماية سيادة البلاد واستقرارها، ورفضها أن تكون ساحة صراع بين القوى الإقليمية.
كما يعكس هذا الموقف حرص الحكومة العراقية على الحفاظ على علاقاتها مع الولايات المتحدة، دون أن تسمح لهذه العلاقات بأن تصبح رهينة للضغوط الأمريكية.
من جانبها، تؤكد الولايات المتحدة التزامها بحماية مصالحها في العراق، لكنها ترفض في الوقت نفسه أن تبقى ضحية للهجمات الصاروخية التي تشنها الفصائل المسلحة الموالية لإيران.
ويبدو أن الأزمة بين العراق والولايات المتحدة ستستمر في التصاعد في ظل استمرار الهجمات الصاروخية على المصالح الأمريكية في العراق، وعدم قدرة الحكومة العراقية على وضع حد لهذه الهجمات.
ويبقى السؤال مطروحاً: هل ستتمكن الحكومة العراقية من حل هذه الأزمة دون أن تؤدي إلى تصعيد عسكري بين العراق والولايات المتحدة؟