سوريا – فريق التحرير
طالب خبراء مستقلون الجمعية العامة للأمم المتحدة بإنشاء هيئة لحقوق الإنسان، تهدف إلى معالجة مأساة الأشخاص المفقودين والمختفين قسرًا في سوريا. وأكد الخبراء أنه حان الوقت لإنشاء هذه المؤسسة التي طال انتظارها، بتفويض دولي، لتوضيح مصير ومكان وجود الأشخاص المفقودين والمختفين قسرًا وتقديم الدعم لعائلاتهم. كما شددوا على أهمية أن تسترشد الهيئة الجديدة بنهج يركز على الضحايا والناجين، وألا تغفل استشارة الأسر، والقدرة على المشاركة في جميع مراحل العملية.
ويعتبر ملف المفقودين السوريين من أهم الملفات الإنسانية التي تواجه الشعب السوري، حيث يتضمن هذا الملف عددًا كبيرًا من الأشخاص الذين فقدوا أثرهم خلال فترة الحرب في سوريا.
وقد بدأت مسألة المفقودين في سوريا منذ بدء الثورة عام 2011، وتزامن ذلك مع ظهور عدد كبير من المعتقلات والمعتقلين، والذين يشكِّلون جزءًا كبيرًا من المفقودين. ومع تصاعد حجم الصراع في سوريا، ازداد عدد المفقودين بشكل كبير، حتى وصل إلى مستوى لم يسبق له مثيل.
وحتى تاريخ كتابة هذه المادة، لم يُعرَف بالضبط عدد المفقودين في سوريا، إلا أن التقديرات تشير إلى أكثر من 100 ألف شخص. ولا يزال هؤلاء المفقودون يُعتبرون في عداد المفقودين، ولا يعرف مصيرهم حتى الآن.
وتعمل العديد من المنظمات الإنسانية والحقوقية على جمع المعلومات والبيانات حول المفقودين في سوريا، وذلك بهدف تحديد مصيرهم وإيجاد حلول لهذه المشكلة الإنسانية الخطيرة. كما تضغط هذه المنظمات على الحكومات والأطراف المتحاربة في سوريا للتعاون في هذا الشأن، والكشف عن مصير المفقودين.
وبالرغم من أهمية هذا الملف، فإن التحديات التي تواجه جهود البحث عن المفقودين كثيرة، بسبب ارتفاع عددهم وتشتت مصادر المعلومات، إضافة إلى صعوبة التحرك داخل سوريا بسبب الأوضاع الأمنية غير المستقرة.