فرنسا – مروان مجيد الشيخ عيسى
من “صور قيصر” التي وثقت عمليات القتل والتعذيب المنهجية التي أدارها رئيس النظام السوري، بشار الأسد، ضد آلاف المدنيين، إلى الأدلة على هجمات الغاز التي استهدفت مناطق سورية مدنية، وراح ضحيتها الآلاف أيضا، وصولا إلى آلاف عمليات القتل خارج القانون، يعتقد المجتمع الدولي إن الأسد هو المسؤول الأول عن قتل نحو 250 ألف سوري، وتشريد الملايين منهم.
وبالنسبة لمحاكمة النظام السوري، فإن قلة الأدلة على الجرائم ليست هي العائق أمام محاسبة رموز النظام ورئيسه، بل العائق والتحدي الكبير هو جلب المتورطين للمثول أمام المحكمة، بحسب برنامج 60 دقيقة الذي تبثه شبكة CBS الإخبارية الأميركية والذي بدأ تقريره عن جرائم النظام السوري في سوريا .
فقد أيّدت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، يوم الثلاثاء، محاكمة رئيس النظام السوري بشار الأسد ومحاسبته على جرائمه التي أودت بحياة مئات آلاف السوريين واستخدامه الأسلحة الكيميائية.
وقالت كولونا، خلال مقابلة مع محطة “فرانس 2″، أنها تؤيد محاكمة الأسد وأن “محاربة الجرائم والإفلات من العقاب جزء من قيم الدبلوماسية الفرنسية”.
وأضافت، بحسب ما نقلت وكالة “فرانس برس”، أنه “في كل مرة أتحدث فيها عن المسألة السورية، في أولوياتنا، هناك هذه المعركة ضد الإفلات من العقاب”.
وتابعت: “يجب أن نتذكر من هو بشار الأسد. إنه زعيم كان عدو شعبه منذ أكثر من عشر سنوات”، مضيفة: “يجب التذكر بأن مئات آلاف القتلى سقطوا، وتم استخدام الأسلحة الكيميائية”.
وأكدت الوزيرة الفرنسية أن رفع العقوبات الأوروبية “ليس بالتأكيد” على جدول الأعمال وحتى تغيير موقف فرنسا حيال رئيس النظام السوري.
واعتبرت أنه “طالما لم يتغير ولا يقطع التزامات بالمصالحة وبمكافحة الإرهاب والمخدرات ولا يحترم التزاماته، فليس هناك من سبب لتغيير الموقف تجاهه”.
وخلصت كولونا إلى القول: “أعتقد أنه هو الذي يجب أن يتغير، وليس أن تغير فرنسا موقفها.
وكانت كولونا قد أكّدت أن عرقلة الحل السياسي في سوريا هي “في دمشق، وليست في باريس أو بروكسل أو نيويورك”، وأن النظام السوري المدان بشن هجوم بالأسلحة الكيماوية على دوما عام 2018 “يكذب ويرفض الاستنتاجات المحايدة المنبثقة عن تحقيقات اضطلع بإجرائها خبراء مستقلون”.
وأشارت آنذاك إلى أن تقرير منظمة حظر الأسلحة الكيماوية “يثبت أن نظام الأسد لم يتردد في استخدام غاز الكلور ضد المدنيين، وتعد هذه المرة التاسعة التي ينسب إليه بصورة محايدة استخدام الأسلحة الكيميائية.
ومع أن الواقع يشير إلى أن محاكمة الأسد ستكون مرهونة بإزاحته عن السلطة بطريقة ما، إلا أنه “حتى إذا لم يتم القبض على الأسد، فسيكون إلى الأبد مكبلا بقيود الحقيقة.