السودان – مروان مجيد الشيخ عيسى
مع اشتداد المعارك في السودان لايزال سوريون علقون دون تدخل سفارة النظام السوري، فقد قال سوريون عالقون في السودان أن سفارة النظام السوري في الخرطوم تخلّت عنهم ولم تعد ترد على اتصالاتهم مكتفية بإحصاء عددهم، دون أي خطوة حقيقية لمساعدتهم في ظل احتدام المعارك بين قوات البرهان وحميدتي، في وقت أجلت باقي السفارات العربية مواطنيها جميعاً ولم تتركهم لخطر الموت.
وقال أحد الطلاب السوريين في السودان لمراسل شبكة BAZ الإخبارية هناك: إن المسؤول في سفارة النظام السوري وهو مواطن سوداني قاموا بالتواصل معه عبر الهاتف لكنه أخبرهم بأن السفارة في عطلة بمناسبة العيد، عندها طلبوا مساعدتهم في مغادرة العاصمة فأجابهم بأن السفير نفسه عالق ولا يستطيع الهرب، طالباً منهم أن ينقذوا أنفسهم بأنفسهم.
وأضاف الشاب أن وضع السوريين سواء الطلاب أو العائلات، متدهور جداً وهم محاصرون وسط المعارك، فيما يحاول عدد منهم مغادرة المنطقة عبر طرق تهريب ومحاولة دخول بعض الدول العربية المجاورة دون جدوى، مشيراً إلى أن الكثير من الطلاب مطلوبين لفروع النظام السوري الأمنية ولا يستطيع العودة إلى سوريا .
وقالت طالبة تدرس بالخرطوم، أن سفارة النظام لا تقوم بأي عمل لإنقاذ مواطنيها، بل تقوم فقط بتسجيل أعدادهم التي تصل إلى أكثر من 100 الف، فيما يدّعي النظام أنهم فقط 30 ألفاً موجودين في السودان وأن قوات الدعم السريع اعتدت على موظفين داخل السفارة مع عائلاتهم وقامت بضربهم وطردهم أثناء محاولتهم الهرب من المعارك.
وادعت وزارة خارجية النظام أنها تقوم بإجراءات إنقاذ العالقين السوريين، كما إنها تشعر بالقلق الشديد عليهم، فيما الواقع أنها تتفرج على مأساتهم دون حراك بالتزامن مع سقوط نحو 11 قتيلاً مدنياً بحسب وسائل إعلام موالية .
وقالت طالبة سورية أخرى بأن شبكات الإنترنت باتت شبه معدومة، وأصبح الخروج للشارع يشكل خطراً كبيراً مع انتشار عصابات السرقة والنهب وانقطاع في الخدمات الأساسية كالماء والكهرباء، لافتة إلى أن بعض المحال الغذائية للجالية السورية تم قصفها وقُتل فيها مدنيون إضافة إلى وجود عشرات المفقودين.
وهناك الكثير عالقون بينهم سوريون وفلسطينيون وعراقيون وألمان تم نقلهم من السودان على متن 4 طائرات عسكرية أقلعت من مطار بورتسودان الدولي، متّجهة إلى مطار ماركا العسكري في العاصمة عمّان.
وكان الأردن أعلن السبت بدء إجلاء مواطنيه من السودان بالتنسيق مع السعودية والإمارات، في حين بدأت عمليات إجلاء رعايا عدد من الدول العربية والأجنبية، وسط تجدد الاشتباكات بين الجيش السوداني و”الدعم السريع” في محيط القصر الرئاسي وسط العاصمة الخرطوم.
وعن الأوضاع المأساوية، ناشدت طبيبة سورية في الخرطوم الجميع لإنقاذ السوريين العالقين ضمن الاشتباكات الضارية بعد انقطاع كافة الخدمات بما فيها الطبية، مؤكدة أن العاصمة أصبحت مدينة أشباح حالياً وتنتشر فيها العصابات والسرقة بشكل كبير.
ولفتت الطبيبة إلى أن السوريين محاصرون بمناطق القتال تماماً منذ 8 أيام ووضعهم مأساوي، حيث لا يوجد ماء أو طعام وسط انقطاع العديد من شبكات الإنترنت، مبينة بأنها راسلت سفارة النظام السوري لكنها لم ترد مطلقاً، كما فعلت باقي السفارات العربية.
ومنذ يومين تم إجلاء الجاليات العربية من الخرطوم، لكن فقط السوريين لم يتم إجلاؤهم واكتفت السفارة بإحصاء الأعداد دون أن تخبرهم عن كيفية الخروج أو الطرق الآمنة،فأغلب تجمع للسوريين يتركز في منطقة الرياض بالخرطوم وكافوري بحري وأم درمان.