النظام السوري وآخر إبداعاته الإعلامية بدورات للتصوير لمعتقليه

حمص – مروان مجيد الشيخ عيسى 

 

منذ فترة الشبكة السورية لحقوق الانسان أعلنت في تقرير لها مقتل 711 من الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام منذ آذار 2011 بينهم 7 أطفال و6 نساء و52 بسبب التعذيب، لافتة إلى أن النظام السوري زاد من قمعه للصحفيين والعاملين في القطاع الإعلامي، وطرد وحظر جميع وسائل الإعلام العربية والدولية التي كانت في البلاد، وما زال هذا الحظر مستمراً على مدى أحد عشر عاماً حتى الآن.

وكان ناشطون إعلاميون وثقوا قبل فترة المعاناة الكبيرة التي يعيشها مهجّرون ومعتقلون سابقون لدى النظام السوري، في أحد دور العجزة وذوي الاحتياجات الخاصة في مخيمات إعزاز بريف حلب الشمالي.

وبحسب ما نشره الناشطون على صفحاتهم في فيسبوك، فقد وصل العديد ممن تعرضوا للاعتقال والتعذيب الوحشي على يد الميليشيات المجرمة التابعة للنظام إلى مرحلة الاختلال العقلي والجنون والعجز البدني إثر ضربهم الشديد في السجن وتعذيبهم بكافة الطرق المرعبة وعلى رأسها الكهرباء وقلع الأظافر. 

أثارت صور نشرتها وزارة الثقافة لدى النظام السوري لمعتقلين في سجن حمص المركزي وهم يُجرون دورات تدريبية في فن التصوير، سخرية واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي، معتبرين أن ميليشيا النظام نفسها التي قتلت آلاف الأبرياء بتهمة تصوير المظاهرات، تقوم الآن بالاهتمام بذلك الفن على اعتبار أنه مواكب للحضارة والتقدم الكبير في التكنولوجيا والإعلام.

وحسب ما نشرته “مديرية تعليم الكبار” التابعة للنظام على صفحتها في فيسبوك فإن “المركز الثقافي العربي افتتح في سجن حمص المركزي دورة تصوير فوتغرافي لنزلائه”، زاعمة بأن هذه الدورة لها “أهمية كبيرة حيث تستغل وقتهم في السجن وتساعدهم في تعلّم فن جديد والاستفادة منه كمهنة يعتمدون عليها بعد انقضاء محكوميتهم”.

نفس الوزارة نسيت ما يتعرض له آلاف المساجين حالياً من جوع وبرد وتعذيب في العديد من السجون وعلى رأسها سجن حمص المركزي، الذي شهد حوادث مأساوية.

واستعصاء للمساجين بعد قيام الشبيحة باحتجاز خمسة موقوفين واقتيادهم إلى مكان مجهول وإلقاء القنابل المسيلة للدموع عليهم، إلى جانب تهديد مدير السجن بالقيام بمذبحة إذا واصلوا إضرابهم.

معلقون من ناحيتهم أشاروا إلى أن ما فعله النظام داخل السجن تمثيلية مكشوفة، لأن الحقيقة أن السجناء حالياً يموتون من الجوع والبرد والأمراض والتعذيب، فيما سخر آخر من الوزارة مطالباً إياها أن تشرح له النشاطات الإنسانية التي تقوم بها الميليشيات في سجن صيدنايا سيىء الصيت.

واعتبر آخر أن هؤلاء لا يبدو عليهم أنهم مساجين مطلقاً في إشارة منها إلى أن عناصر المخابرات هم من أدوا دور المساجين والمعتقلين لتضليل الناس، في حين تمنى آخر أن يكون معهم لأنهم على ما يبدو لديهم كهرباء ودفء واتصالات وكأنهم يعيشون في فندق الشيرتون.

ويذكر التاريخ أن النظام السوري سجل أبشع الجرائم في سجونه منذ أيام حافظ الأسد في سجن المزة وتدمر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.