سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى
كثيرا مايستغل النظام السوري الحالات الإنسانية لأبناء الوطن، ليتم تحويل الكثيرين إلى زنازين الموت البطيئ ،فبعد أن فقد “حسين علي حسين” الأمل في إيجاد علاج لمرضه بمدينته “عفرين” الخاضعة لسيطرة “الجيش الوطني” توجّه إلى مناطق سيطرة النظام السوري ، معتقداً أنه سيجد الدواء الشافي ويعود لعائلته ولكن للأسف وجد نفسه معتقلاً لدى النظام الذي قتله تحت التعذيب ورفض تسليم جثته لذويه.
أما عن تفاصيل الجريمة التي ارتكبتها ميليشيا النظام السوري بحق حسين، قال أحد الناشطين: إن حسين قرر الذهاب إلى حلب الخاضعة لسيطرة ميليشيا النظام السوري للعلاج وبعد قصده المشفى لاحظ أقرباؤه اختفاءه ليتبين فيما بعد أن مخابرات النظام قامت باعتقاله.
فحسين الذي كان يعمل في سوق الهال بمدينة عفرين، اختفى بعد شهر من وصوله لحلب، فاعتقاله دام عدّة أشهر، رغم عدم وجود أي نشاط سياسي له.
وعائلة حسين تعرّضت للابتزاز من قبل مخابرات النظام السوري التي رفضت تسليمه جثته لهم عبر معبر “التايهة” في مدينة منبج إلا بعد دفعهم 1000 دولار.
فالنظام وصل من درجة الوقاحة إلى أن “يغتصب الإنسان المريض ،لتستمر ميليشيا النظام السوري في مسلسل القتل.
فلا يمكن المصالحة مع نظام كهذا، وأنه من يراهن على تغيير سلوكه فهو مخطئ، وأن أيّ أحد يعبر إلى مناطق النظام فهو “مشروع مجرم” وأن ذنب “حسين” هو فقط عبوره من مناطق المعارضة إلى مناطق سيطرة ميليشيا النظام .
وسبق أن وثّقت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” في تقريرها السنوي لعام 2022، مقتل 1057 مدنياً في سوريا، بينهم 115 شخصاً قُتلوا تحت التعذيب في سجون ومعتقلات ميليشيا النظام .
واتّخذت جريمة القتل نمطاً واسعاً ومنهجياً من قبل قوات النظام السوري والميليشيات التي تساندها، فعملية توثيق الضحايا ازدادت تعقيداً بعد دخول أطراف عدة في النزاع السوري.