سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى
كشفت مصادر عن لجوء النظام السوري مؤخراً لتأجير المقابر في المحافظات السورية ومنحها لمستثمرين مقابل نسبة سنوية، دون التدخل في السعر الذي سيفرضه هؤلاء على القبور وذوي المتوفين، في نفس الوقت الذي يدّعي فيه مسؤولوه عن الدفن بتوفر القبور ومراسم الدفن ومستلزماته بمبالغ مناسبة مع قدرة المواطنين.
يقول أحد السوريين الذين توفي قريبهم في حلب : “لقد حاولنا دفن قريبي إلا أننا صُدمنا بأسعار القبور، لقد طالبونا بمبالغ خيالية تراوحت بين 1.25 مليون وحتى 3 ملايين ليرة سورية، وقد حاولنا اللجوء والدفن في المقبرة الوحيدة المتبقية تحت سلطة أوقاف حلب (مقبرة جبل العظام)، إلا أن الجواب كان بأنه لا يوجد (شواغر) وعلينا الانتظار نحو أسبوعين كي يتمكنوا من تأمين قبر، مقابل نحو 500 ألف ليرة سورية.
وكانت مواقع ، قد نشرت تقريراً قبل أكثر من عام، كشفت فيه قيام أحد عناصر النظام بنبش أحد القبور ورمي جثمان المدفون فيه بعد عجز ذوي المتوفى عن سداد ثمن القبر بالكامل، حيث تم الاتفاق بين العنصر وبين ذوي المتوفى على بيعهم قبر جده المتوفى منذ 20 عاماً والمدفون في مقبرة جبل العظام مقابل مبلغ 150 ألف ليرة سورية، وقد تم دفع 75 ألف كدفعة أولى على أن يتم سداد المبلغ بعد الانتهاء من إجراءات الدفن، إلا أنه وبسبب عجزهم عن سداد الثمن قام بحفر القبر وإخراج جثة المتوفى منه.
وكان رئيس دائرة الدفن في حلب جهاد جمعة، قد ادّعى قبل أيام أن سعر القبر في مدينة حلب لا يتجاوز 180 ألف ليرة سورية، فيما يبلغ سعر الكفن 60 ألف ليرة.