سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى
إن “موضوع صراع الذئاب مع مربي الأغنام هو صراع أزلي على مدى التاريخ وليس بجديد؛ فالذئاب تهاجم قطعان الأغنام في بعض الأحيان في جميع أماكن وجودها وفي جميع دول العالم وهو شيء ليس بجديد على سوريا أو غيرها من الدول الأخرى، لذلك فليس من المستغرب مطلقاً أن نسمع عن قتل الذئاب للأغنام في أي مكان”.
فوسائل التواصل الاجتماعي مسؤولية تبالغ في تقديم الأخبار، حيث أكدنا أن معظم المعلومات التي تنشر حول هجوم الذئاب على البشر أو حيواناتهم مبالغ فيها وغير صحيحة، والغاية منها جمع الإعجابات وتضخيم الأمور بغرض زيادة شهرة الصفحة الفلانية أو غيرها.
فمربو الأغنام يقومون بحماية حيواناتهم من هجوم الذئاب منذ القدم، وهذا واجبهم، فمن غير المنطق بأن نطلق حملة لإبادة الذئاب والضباع وغيرها من الحيوانات لأنه أمر غير منطقي ولا يقبله عاقل.
وما يحدث في وسائل التواصل الاجتماعي حالياً هو تهويل للعديد من الأخبار والمعلومات عن الحيوانات البرية وإظهارها بصور بشعة للتشجيع على قتلها من جهة، ولتفاخر البعض بقتلها وكأنهم قاموا بإنجاز تاريخي.
والذئاب هي جزء أساسي من النظام البيئي في سوريا مثلها مثل الضباع وبنات آوى والثعالب وغيرها، وما يحدث الآن من عمليات الإبادة لتلك الحيوانات سيكون له تأثير سلبي كبير على النظام البيئي كما حدث في بعض الدول الأوربية التي قضت على الـذئاب في القرون السابقة وتحاول جاهدة الآن لإعادة تلك الحيوانات إلى الطبيعة بشتى الوسائل بسبب اختلال النظام البيئي بعد غياب تلك المفترسات”.
ووجود الذئاب في جميع المناطق السورية ولكن بأعداد قليلة بسبب قتلها بشكل دائم.
وظهورها في منطقة القلمون، ليس بشيء جديد، فهي موجودة هناك منذ القدم، والأخبار التي تناولت هجوم قطعان من الذئاب على البشر والحيوانات في القلمون هي أخبار غير صحيحة وأغلب الظن بأنها كانت مجموعة من حيوانات ابن آوى”.
ويستطيع مربو الأغنام المحافظة على قطعانهم بحمايتها؛ ففي حال اتخذوا احتياطات الأمان تجاه مواشيهم فلن تستطيع الذئاب قتل أي شيء منها وهذا واجبهم، ولا يجب أن نقوم بإبادة الذئاب التي أصبحت مهددة بالانقراض في سوريا.
وفجر السبت الماضي، هاجم قطيع من الذئاب أحد قطعان الأغنام في قرية دوما شرقي السويداء، ما تسبب بنفوق ثلاثين رأساً وإصابة 15 منها.
ونقلت صحيفة موالية عن رئيس دائرة الصحة الحيوانية بمديرية زراعة السويداء كميل مرشد قوله إن صاحب المزرعة اضطر إلى ذبح خمسة منها وبيعها مباشرة لحماً، وذلك بعد أن تم الكشف عليها صحياً للتأكد من سلامتها عبر أحد الأطباء البيطريين في المنطقة، حيث تقدر خسائر المربي بنحو ٣٠ مليون ليرة.
ويوم الجمعة الماضية قالت صحيفة موالية إن حالة من القلق والرعب تسود في مدن وبلدات وقرى القلمون الغربي في ريف دمشق، إثر مهاجمة قطيع من الذئاب سكان منطقة الغوادر في دير عطية حيث تكثر هناك مزارع تربية الدواجن وحظائر الأغنام وللمرة الثانية على التوالي، خلال 48 ساعة، في حين يعزو مربو الأغنام وأصحاب المداجن هناك أن ظهور الحيوانات المفترسة إلى الجفاف الذي تعاني منه البادية السورية.
وقطيعا من الذئاب هاجمت ليل الخميس مزارع دير عطية في منطقة الغوادر، ما أدى إلى إصابة العديد من رؤوس الأغنام، بينها أغنام ولود.