سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى
في الرابع عشر من كانون الأول عام 1981 ضمت إسرائيل رسميا هضبة الجولان التي احتلتها من سوريا بحرب الأيام الستة 1967. وتبرر إسرائيل قرارها بوجود أبعاد تاريخية وإستراتيجية وتصر على اعتبار الهضبة أرضا تابعة لها رغم رفض الأمم المتحدة.
فقبل أربعين عاما، في 14 كانون الأول 1981 دعا رئيس وزراء إسرائيل حينها مناحيم بيغن حكومته إلى الاجتماع للعمل على قانون يمنح إسرائيل الحق بتطبيق القانون الإسرائيلي في مرتفعات الجولان المحتلة، أي ضم المرتفعات على أرض الواقع، معللا قراره باتخاذ هذه الخطوة بسبب “الموقف المتشدد” من جانب سوريا تجاه إسرائيل.
وفي نفس اليوم، تم تمرير مشروع القانون في الكنيست، البرلمان الإسرائيلي، بأغلبية 63 صوتًا مقابل 21 صوتا معارضا في ثلاث قراءات. ومن وجهة النظر الإسرائيلية، أصبحت مرتفعات الجولان، التي احتلتها إسرائيل من سوريا في حرب الأيام الستة عام 1967، جزءًا من دولة إسرائيل.
ردود الفعل جاءت فورية، فقد رفضت معظم الدول الاعتراف بالخطوة الإسرائيلية. الإدارة الأمريكية حينها، بقيادة الرئيس رونالد ريغان، أعربت عن “قلقها العميق ومعارضتها لهذه الخطوة” ، بحسب صحيفة واشنطن بوست الأمريكية. كما علقت إدارة ريغان فيما بعد اتفاقية تعاون عسكري مع إسرائيل. أما الأمم المتحدة فقد أصدرت القرار رقم 497، الذي نص على أن “القرار الإسرائيلي بفرض قوانينها وولايتها القضائية وإدارتها في مرتفعات الجولان السورية المحتلة باطل ولاغ وليس له أي أثر قانوني دولي”.
وبالعودة إلى النظام السوري لا بد من التذكير بأن النظام السوري لم يطلق رصاصة واحدة منذ احتلاله في حزيران 1967، وكان لافتا انتقال حافظ الأسد إلى السلطة من طريق انقلاب باركته كل الدول الحليفة لإسرائيل، وهكذا بات الجولان ورقة ضمان لاستمرار البعث قابضًا على الحكم في سوريا”.
فقد كان الجولان المحتلّ ورقة مربحة لاستمرار حكم حافظ الأسد الذي وبالتعاون والتنسيق مع إسرائيل أشعلا منطقة جنوب لبنان كي تبقى ساحة لتبادل الرسائل منذ سيطرة المنظمات الفلسطينية ولاحقا مع حزب الله في مهمة تناوبية فالمؤامرة التي دفع ثمنها الشعب السوري عنوانها إستمرار النظام السوري مرتبط بعدم حصول ضربة كف وإبقاء الجولان أرضا محايدة تحت سيطرة إسرائيل بدون أي مقاومة سورية”.
فالشعب السوري دفع ثمن المؤامرة التي عنوانها طالما نظام الأسد ملتزم بعدم حصول ضربة كف في الجولان وإبقائه ارضا محايدة تحت سيطرة إسرائيل، وبدون أي مقاومة سورية طالما حافظ الأسد يبقى قابضا على الحكم إلى الأبد على ما كان يكتب العسكر السوري المحتل على جدران شوارع بيروت بعد احتلالها. وسيكتب التاريخ يوما عن الأثمان التي دفعها الشعب جراء تواطؤ الأسد مع إسرائيل”.
ومما يثبت بيع حافظ الأسد للجولان ففي كتابه الذائع الصيت الذي صدر قبل سنوات عرفت السادات ترك د.محمود جامع الطبيب الشخصي للرئيس المصري الراحل أنور السادات والصديق المقرب منه جدا، جملة ناقصة لم يكملها ولم يكشف عنها إلا بعد راح من الزمن.
ففي جملته الناقصة قال “السادات أفشى لي بسر خطير يتعلق بالجولان” ثم سكت بعد ذلك ورفض تكملة هذه الجملة إطلاقا رغم محاولات بعض الصحفيين”. وبعد زمن تخلى عن ذلك الرفض وباح بالسر لصحيفة الوفد المصرية، حين قال إن الجولان بيعت بملايين الدولارات لاسرائيل في صفقة بينها وبين رئيس النظام السوري حافظ الأسد في ذلك الوقت.