البدء بجني محصول القطن “الذهب الأبيض”في شمال وشرق سوريا.

أن الذي يجعل القطن نباتا عالميا هوا سهول غزل أنسجته حيث قوة ألياف القطن وقدرتها على الإمتصاص وقابليتها للغسل وللصباغة يجعلها قابلة للأنخراط في صناعات منسوجية كصناعة الباس والأثاث والحبال والورق وعشرها.
لذالك يتحتم لزراعة القطن تربة خاصة وجو صالح. وكل نوع من أنواع القطن يتطلب ظروفًا خاصة مثل الجو والتربة.
تجود زراعة القطن في المناطق التي لا يقل فيها متوسط درجة الحرارة عن 25 درجة مئوية. و نظرا لأنه محصول صيفي يزرع باكرا في الربيع و يستمر في الحقل ناميا حوالي أكثر من ستة أشهر. و لذلك يتحتم ضبط مواعيد الزراعة لضمان نضجه بصورة كاملة قبل حلول موسم الخريف و إنخفاض درجات الحرارة. يحتاج القطن لكي ينموا جيدا إلى موسم لا يتخلله صقيع. بل يجب أن يكون مشمسا و دافئا لمدة متواصلة لا تقل عن ستة أشهر. و تتوافر هذه الظروف عادة في المناخ الإستوائي و الشبه إستوائي. كما يحتاج إلى كميات أمطار تتراوح من (450 – 500) ملم في السنة بحيث يكون توزيعها منتظما خلال موسم النمو. أما في المناطق الجافة و شبه الجافة و التي تسقط أمطارها شتاءا عندئذن يتطلب ري القطن بكميات كافية و بمواعيد مناسبة خلال الموسم لضمان محصول جيد.
يعتبر ” القطن ” من المحاصيل الزراعية الهامة في سورية قبل الأحداث وله تاريخ طويل ويعتبر من المحاصيل الإستراتيجية ويزرع بكميات كبيرة في شمال وشمال شرق سورية في منطقة الجزيرة السورية. كما يعتبر القطن السوري من أجود أنواع الأقطان في العالم، وسورية من أوائل الدول في إنتاج القطن. ويصدر إلى الكثير من الدول وخاصة إلى الدول الأوربية التي تستخدمه في صناعات المنسوجات عالية الجودة.
وتُعَدُّ محافظة الحسكة أكثر المحافظات السورية إنتاجاً للقطن في سوريا، تليها محافظتا الرقة ودير الزور، ولكن بعد الاحداث شهدت الزراعة انخفاضاً كبيراً خلال المواسم السابقة. نتيجة للظروف الأمنية السائدة وعدم استقرار المزارعين وصعوبة تصريف المحصول.
كما تشكل هجرة المزارعين. وارتفاع أسعار البذار والمبيدات الحشرية. وقلة المياه اللازمة للري. عوامل إضافية لتراجع زراعة القطن في عموم سوريا.
في العام الحالي شهد ازديادًا كبيرا في زراعة محصول القطن في مناطق شمال وشرق سوريا الخاضعة لقوات سوريا الديمقراطية، وذلك بعد تظافر الجهود من قبل الإدارة الذاتية عبر تشجيع الفلاحين على زراعته وتقديم الأسمدة والبذور النوعية المطلوبة.
أن الإدارة الذاتية أكدت أنها ستستلَّم كافةَ الكميات المنتجة ورفعت سعر الكيلو غرام الواحد بما يتناسب مع تكاليف الفلاحين. القرار الذي لقي رضى من قبل المزارعين نظرا لما قدمته شركة التطوير الزراعي من دعم وافتتاح مراكز لاستلام المحصول.
البدء بجني محصول القطن حيث موسم جني المحصول يوفر المئات من فرص العمل. وللفتيات الحصة الكبيرة في العمل من خلال موسم القطاف الذي يكون للتنافس الشريف فيما بينهن لنيل المكافأة والشهرة.
بعد جني القطن وفرزه. يكبس في أكياس ويرسل إلى المحالج لكي تفصل التيلة عن البذرة. وبعد ذلك يكبس القطن المحلوج في بالات. أما البذور فيؤخذ منها جانب للبذر في السنة القادمة والجزء الباقي يرسل إلى المعاصر حيث يستخلص منه الزيت المعروف بزيت البذرة أو الزيت. أو الزيت الفرنسي ويستعمل هذا الزيت في الأكل وفي صناعة الصابون. أم الثفل المتخلف عن عصير البذور فيستعمل غذاء للماشية
.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.