شرق أوسط – فريق التحرير
8 سنوات من الأسر والبيع في المخيمات الداعشية عاشتها الفتاة الإيزيدية وفاء عباس، منذ اختطافها على يد (د ا ع ش) هي وأختها، وحتى تحريرها، لتبدأ متاهة البحث عن عائلتها.
تروي الفتاه بروح شاحبة، لحظات هجوم (د ا ع ش) على قرية كوجو بمنطقة سنجار في شمال العراق عام 2014، حيث كانت تعيش مع أسرتها، ليختطفها مسلحون من التنظيم مع عدد لا تتذكره من النساء والأطفال، ومعها أختها المصابة بالصمم والبكم، ويمارس ضدهم الاغتصاب والبيع في أسواق الرقيق التي أقامها خصيصا.
كانت وفاء علي عباس (18 عاما حاليا) في عمر العاشرة حين تم أسرها، وتتابع: “أخذوني إلى حديقة في مدينه الموصل (العراقية) في البداية، ثم أرسلوني إلى مدينة الرقة (السورية)، وكل داعشي يختار فتاة تعجبه ليغتصبها أو يبيعها، وباعوني أنا لإحدى الأسر لمدة شهر، ثم باعوني لأسرة أخرى، وظللت على هذا الوضع من أسرة لأخرى إلى أن تزوجت من أبو أحمد”.
وأبو أحمد هذا قيادي في العقد الخامس من عمره، اصطحبها للعيش في منزله مع زوجاته الأخريات، ومكثت معهم لمدة 7 أشهر، وانتهى بهم المقام إلى مخيم الهول في شمال شرقي سوريا.
أما أختها، فتعرضت للاغتصاب وفصلهما عن بعضهما ولا تعلم عنها شيئا الآن.
تمكن (د ا ع ش) من فرض سيطرته على مدينة الموصل، ليعلن أبو بكر البغدادي، زعيم (د ا ع ش) وقتها قبل مقتله، ما سماها بدولة الخلافة الإسلامية من أحد مساجدها، وتضم إلى جانب هذه المنطقة أراضي استولى عليها في سوريا.
في مدينة سنجار، قتل وأصيب الآلاف من الإيزيديين، ومن نجا من القتل والخطف هرب إلى الجبال، بينما لا يزال ألفا شخص في عداد المفقودين.
في مخيم الهول، الذي يضم عائلات لتنظيم (د ا ع ش) نزحت إليه خلال مطاردة قوات التحالف الدولي وحلفائها للتنظيم، بدأت قصة تحررها، خاصة بعد سجن زوجها أبو أحمد.
تقول وفاء: “زوجات أبو أحمد ساعدوني في الهرب”.
استطاعت قوات “وحدات حماية المرأة” (YPJ) التوصل لها وتحريرها.
هي الآن تحاول الوصول إلى أهلها بعد أن تشرد سكان سنجار في مناطق شتى.
يذكر أن “وحدات حماية المرأة” تضم مقاتلات كرديات، “قوات سوريا الديمقراطية”، ذات الغالبية الكردية، وتكونت في شمال سوريا لمواجهة تنظيم (د ا ع ش)، وتعمل تحت غطاء قوات التحالف الدولي.
وكالات