سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى
كثيرا ما نسمع من مسؤولي النظام السوري عبر وسائل الإعلام عن رغبةالنظام لعودة من هم خارج البلد إلى حضن الوطن الدافئ لكن في حقيقة الأمر هي شراك تودي بمن يعود إلى الاعتقال والتعذيب والموت فقد صرّح مخلوف بعد الاجتماع مع الوفد اللبناني بأنّ “الأبواب مفتوحة لعودة السوريين والدولة جاهزة لتقديم كلّ ما يحتاجون إليه، بدءاً من النقل والطبابة والتعليم، ومستعدة لتقديم مراكز إيواء أما شرف الدين قدّم خارطة طريق للعودة “الكريمة الآمنة” للاجئين في لبنان، وبحث إمكانية تشكيل لجان مشتركة لتنسيق ومتابعة العودة تدريجياً، بمعدّل 15 ألف لاجئ شهرياً، يُنقلون إلى مراكز إيواء تحوي بنى تحتية ومدارس ومستشفيات في أقرب مكان، مع تأمين وسائل نقل عام، على أن تُقدَّم مساعدة إلى المزارعين للعودة إلى أراضيهم في القرى التي هُجّروا منها، من دون توضيح هوية الجهة التي سوف تموّل هذه الخطط.
أما تركيا فتروّج تركيا لخطة تقضي بإعادة مليون لاجئ إلى الشمال السوري، وسط تسريبات تفيد بأنّها تجري اتصالات كذلك مع النظام السوري ليعود مئات آلاف آخرين إلى مناطق سيطرة النظام السوري، خصوصاً مدن حلب ودمشق وحمص.
وعلى الرغم من كل هذه الإعلانات المتكررة من قبل مسؤولي النظام السوري ووسائل إعلامه التي تدعو اللاجئين السوريين إلى العودة إلى بلادهم، خصوصاً في دول الجوار، فهناك معلومات تفيد بتعرّض عائدين للاعتقال والابتزاز ومختلف أنواع الانتهاكات، بما في ذلك القتل.
وذكر مصدر مطّلع لـ”العربي الجديد” أنّ شابَين من بلدة مضايا في ريف دمشق حاولا قبل أيام العودة إلى سورية عبر معبر كسب الحدودي مع تركيا بعد التنسيق مع لجان المصالحة التابعة للنظام، لكنّهما اعتقلا من قبل أجهزة النظام الأمنية.
وقال المصدر أنّ الشابَين يُدعيان أدهم سيف الدين وأدهم حسين جديد كانا يقيمان في ريف حلب الخاضع لسيطرة المعارضة، مضيفاً أنّ شخصاً ثالثاً يُدعى حسن عكاشة دخل من تركيا عبر معبر جرابلس وانتقل إلى إدلب، ليُعتقل في مدينة حلب على الرغم من أنّه هو الآخر نسّق عودته مع لجان المصالحة التابعة للنظام.
وفي هذا الإطار، أوضح الناشط أبو عبد الرحمن المتحدر من بلدة مضايا، أنّ “اعتقال الشابَين سيف الدين وحسين تمّ قبل أربعة أيام”، مشيراً إلى أنّهما “مدنيان ولم ينتميا سابقاً لأيّ فصيل عسكري، وكانا قد خرجا من بلدتهما حين تعرّضت للحصار في عام 2015”. وحول أسباب الاعتقال والتهم الموجّهة إليهما، قال أبو عبد الرحمن إنّه لا يعلم تحديداً ما هي تهمتهما، “لكنّ ثمّة تهماً جاهزة ومعلبة لدى النظام توجّه إلى كلّ من يدخل مناطق سيطرته من تركيا أو مناطق سيطرة المعارضة، ومعظم تلك التهم يتعلق بالخدمة العسكرية. وثمّة تهم ملفّقة أخرى، فقد أوقف شخص في وقت سابق على أساس أنّه مطلوب لفرع المخدرات، علماً أنّه حين خرج من سورية كان يبلغ من العمر 16 عاماً فقط”.
ففي حال نجح العائد بالوصول إلى منطقته، يُبلّغ بوجوب إتمام إجراءات المصالحة، لكنّ دورية تقصده في منزله وتعتقله بعد يوم أو يومَين. وبالنسبة إلى الأشخاص الذين يدخلون إلى مناطق سيطرة النظام من دون تنسيق وطلب مصالحة، فإنّهم يتحوّلون إلى أشخاص مطلوبين للنظام، ولا يستطيعون دخول منازلهم أو عناوينهم المعروفة، إذ يُصار إلى مداهمة تلك الأماكن حالما يعلم النظام بوصول أحد العائدين”. ولفت إلى أنّ عدد العائلات المهجّرة من بلدة مضايا بريف دمشق يبلغ نحو 500 عائلة، لا يجرؤ أبناؤها الشباب على العودة إلى منطقتهم.
فجميع المعطيات والتقارير تؤكد عدم وجود أمان للعائدين من الأجهزة الأمنية التابعة للنظام التي تعمد إلى اعتقالهم وابتزازهم مالياً منذ لحظة وصولهم إلى الأراضي السورية.
ورغم أن جميع المنظمات الإنسانية والدول تعلم حقيقة خطط وتصرفات النظام السوري الخبيثة لكنها لازالت تصر على الضغط على اللاجئين كي تجبرهم على العودة إلى وطن تتحكم به عصابة مجرمة مارست كل أنواع القتل والتدمير والاعتقالات التعسفية بحق شعب أعزل هتف مطالبا بحريته وكرامته.