سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى
مطالب عدة طرحها وجهاء في السويداء على الوفد الروسي الذي وصل يوم الأحد، تمحورت في بعضها حول ضرورة التخلص من النفوذ الإيراني الذي يزداد تغولا في الجنوب لا سيما في السويداء.
الحضور الروسي ليس أقل سوءا من الحضور الإيراني هناك، لكن بعض أهالي المنطقة وبالأخص في السويداء، باتوا ينظرون إلى التواجد الأجنبي في مناطقهم من مبدأ “أهون الشرين” فالنفوذ الإيراني المفتعل للمشاكل والمهدد لاستقرار المنطقة أصبح يعيث فسادا في ظل تراجعا للحضور الروسي، الذي يمكن أن يعمل على ضبط النفوذ الإيراني دون القدرة أو الرغبة ربما؛ من أجل تفعيل آليات ناجعة لمواجهته.
ومن هنا يُطرح عدة تساؤلات حول مصير التوترات الأمنية في السويداء، وفيما إذا ستتوقف مخططات دمشق والإيرانيين ضد أهالي السويداء شخصيات عسكرية ودينية واجتماعية في السويداء، قدمت عدة مطالب باسم أهاليها لوفد روسي أجرى زيارة إلى بلدة المزرعة غربي السويداء، يوم الأحد.
وأعرب المجتمعون من أهالي السويداء، عن رفضهم ذهاب أبناءهم للخدمة في القوات النظامية، مطالبين في الوقت ذاته إخراج مجموعات “حزب الله” اللبناني التابعة للإيرانيين من السويداء، مؤكدين رفضهم أي وجود إيراني في السويداء، واعتبار أي شخص يتبع للميليشيات الإيرانية هدفا مشروعا للفصائل المحلية في السويداء.
كذلك طالبوا بإطلاق سراح المعتقلين من سجون النظام السوري ، ووقف الاعتقال التعسفي، كما أكدوا رفض سياسة التهجير الممنهج الممارس من قبل النظام بحق أبناء السويداء عبر حرمانهم من أبسط الخدمات كالمياه والكهرباء، نتيجة فساد الشخصيات القائمة على مؤسسات الدولة.
في حين أكد الوجهاء على وحدة الأراضي السورية ورفض الشائعات التي تروجها الأجهزة الأمنية عن نية أبناء السويداء الانفصال عن سوريا، مشيرين إلى أن ممارسة العمل السياسي السلمي في السويداء أمر مشروع، حتى لو كان معارضا للسلطة الحاكمة.
وحول مصير التوترات الامنية في السويداء قالت مصادر خاصة إن “دورية للشرطة العسكرية الروسية وصلت برفقة ضابط برتبة عقيد إلى منزل ابن شيخ الكرامة، ليث البلعوس، الذي لا يعتبر بأي حال من الأحوال خليفة لوالده، أي أن ليث البلعوس هو زعيم فصيل محلي يسمى قوات شيخ الكرامة، ومنذ عام 2017، ارتكب هذا الفصيل العديد من الانتهاكات والتجاوزات”.
وحاليا ليث البلعوس مدعوم من مؤسس ما يسمى بحزب اللواء السوري وقوة مكافحة الإرهاب، وهو الحزب الذي تسبب في العديد من المشاكل في المدينة تحت مسمى محاربة التمدد الإيراني”.
الفكرة باختصار، أن الزيارة الروسية ليست ذات قيمة، بل هي شكلية ورسالة مفادها أن الروس ما زالوا موجودين في الجنوب السوري”.
أما بالنسبة للوضع الأمني في السويداء، فلا تزال هناك محاولات لاحتواء كل العصابات وأسلحتها بشكل سلمي بعيدا عن إهدار الدماء، وقد تعود حملة القضاء على العصابات إلى الواجهة في أي لحظة، على حد تعبير عزيز.
من جانبه، المسؤول الإعلامي لـ”حركة رجال الكرامة” أبو تيمور، أكد على أن الحركة تقاتل من أجل كرامة أهالي المحافظة وأنهم “مستمرون بالتعاون مع كل الشرفاء باجتثاث العصابات الإرهابية والتي تتبع للأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري، بشكل مثبت وقاطع”.
وأضاف أنهم يحمّلون “النظام السوري مسؤولية ما يجري وما يقدمه من دعم للميليشيات في المحافظة والتي بدورها تقوم بإحداث الفوضى الأمنية من الخطف وتجارة المخدرات”.
وشدد المسؤول الإعلامي لـ”حركة رجال الكرامة” (الفصيل المحلي الأكبر في السويداء) على “أننا سنواصل القتال حتى نرى السويداء في المستقبل آمنة وخالية من التوترات والتصعيدات الأمنية، واستئصال جميع المجموعات الميليشياوية الإيرانيةمن السويداء”.