تنتشر عند الكثير من الشعوب قصص وخرافات من تصنع المجتمع تتناقلها الناس إما للتسلية أو يكون لها مآرب لمن يسرد الحكايا وهناك الكثير من القصص الخرافية التي تناقلها أهالي دير الزور جيلاً بعد جيل عن أشرار الجن وأشكالها المخيفة وأوقات ظهورها ليلا وفي الطرقات والبيوت ومزارع الفلاحين وأيضا هناك الرحمانيات وهي طائفة من الجن تمتاز بالهدوء والأنس بالإنسان مفردها رحمانية وهي لا تؤذي من تظهر له بل تعينه وتغيثه وقد نسج الديريون حولها حكايات طويلة وطرائف كثيرة يكاد العقل يصدقها فيقولون ظهرت الرحمانية لفلانه وساعدتها بفتل الشعيرية أو بتنسيق البرغل أو ظهرت لفلانة وقامت بدور القابلة حيث قطعت سر الطفل وغسلته وقمطته وما تركته حتى نام ومن ثم غادرت أو جلبت لفلان الذهب والسمن والطعام وغيرها من القصص الخرافية التي كانت تروى عند اجتماع العائلة وجميعها حكايات طريفة تروى للتسلية وتقضية الوقت
وهناك أيضاً الحنافيش وهي جمع حنفيش وهي الأفعى الكبيرة والعامة تطلقه لذكر الحنش لكن الديريين لا يقصدون بها الأفعى بل يقصدون بها نماذج خاصة من الجن تقوم بأدوار عديدة كالوقوف في زوايا الطرق ليلاً أو السكن في البيوت الخربة أو التصدي لعابري السبيل في البراري أو المدينة بأشكال وأحجام مختلفة وهناك الكثير من القصص والخرافات التي تم توارثها عبر الأجيال والتي ما يزال الآباء والأمهات يروونها دون اقتناع
فكثيراً ما كانت جداتنا تروي لنا القصص والحكايات المسلية والمفرحة ومنها المرعبة كفريج الأقرع فهو أشبه ما يكون بالإنسان له قرنان وذقن تتدلى منه لحية رفيعة وله يدان تشبه أيدي البشر ولا يعرف أحد متى يخرج ومتى يأتي ويظهر في كل زمان وفي كل مكان يشاء ومكانه على نهر الفرات ويخرج من أعماق النهر وبعد أن يعرف به أحدنا يبقى زمن طويل لا يقترب من النهر وبعدما كبرنا فهمنا الغاية من القصة وهي عدم الاقتراب من النهر لكي لا نغرق أو يجرفنا النهر ولم ترو الجدة القصة إلا لأنها قد سمعت من الأهل أننا نذهب إلى النهر للسباحة فكانت النتيجة فعالة معنا وكلما نتذكر القصة نضحك وبقيت هذه الحكايا والقصص مغروسة في ذاكرة أبناء دير الزور لما امتازت به من خوف وتسويق.
إعداد: مروان مجيد الشيخ عيسى