اكتشافتعتبر أرض سوريا مهد للكثير من الحضارات وهي الأرض التي بشر بها النبي صلى الله عليه وسلم وكل فترة يتم اكتشافات جديدة في أرضها فقد كشفت مجلة Nature البريطانية أن فريقاً من العلماء اكتشف إحدى أقدم المدافن الإسلامية في بلاد الشام في موقع أثري جنوب سوريا.
وقالت المجلة إن الدراسات التي أجراها فريق دولي من العلماء بينت أن تاريخ الدفن في المدفن المذكور يقارب ١٣٠٠ سنة وسبق العثور على رفات شخصين مدفونين في موقع الحفريات المذكور بمنطقة تل قراصة بالسويداء السورية وعثر على الرفات في قبرين مختلفين يعود تاريخهما إلى نهاية القرن السابع بداية القرن الثامن أي إلى عهد الخلافة الأموية في العالم العربي.
وقال العلماء إن نتائج تحاليل الكربون المشع ونوع الدفن يتطابق مع إحدى أقدم المدافن العربية الإسلامية في بلاد الشام ومن المثير للاهتمام أننا وجدناً تطابقاً جينياً في الرفات التي عثر عليها في الموقع مع النمط الجيني لشعوب المملكة العربية السعودية وليس مع جينات معظم سكان بلاد الشام من المناطق المجاورة وقبل الدفن تم لف جثماني الشخصين ووضع رأسيهما باتجاه مكة.
وتبعاً للعلماء فإن اكتشافهم هذا يوفر بشكل عام معلومات إضافية حول الاعتماد المبكر لبعض طقوس الدفن لدى المسلمين والتي تم اتباعها حتى في بعض المناطق النائية.
ولم يتم دفن هؤلاء الأفراد في مقبرة إسلامية تقليدية فيمكن تفسير ذلك بسبب الظروف الخاصة للوفاة أو الهوية الثقافية كالسكان الرحل أو الحجاج أو المدافن الجانبية أو ضحايا الطاعون.
قد يكون اشتراط أن يتم دفن المسلم في غضون ٢٤ ساعة بعد الوفاة قد جعل بعض التنازلات ضرورية بما يخص الدفن فمن المعروف أن إحدى السمات المميزة لمدافن المسلمين هو وجود شخص واحد فقط في كل قبر ما يعني أن الأزواج والزوجات لا يدفنون معاً وأن المقابر الجماعية ممنوعة وهو ما كان في حالة القبرين إذ كانا بجانب بعضهما في حين أن النتائج بينت أن وفاتهما كانت في وقت مماثل ممايدل على أن سبب وفاتهم واحدة.