سوريا حيث يعيش الأهالي نازحين في بلادهم، مهجرين بالقرب من منازلهم لكن يصعب عليهم الوصول بسبب بطش قوات النظام .
الأستاذ “مصطفى الجلل” مسن ستيني من أهالي قرية كفرنبل بريف إدلب، قاده الشوق لرؤية قريته التي قضى فيها معظم حياته وزاده الحنين للنظر إلى منزله المهدم بالمنظار، فلم يجد منظاراً فاستخدم كاميرا أحد الإعلاميين، وتقدم ب”الزوم” من تخوم قرية “كنصفرة” المحادثة لقريته ليرى منزله المهدم وقريته الخاوية على مقربة ٢ كم فقط، لكن وبسبب احتلاله من قبل قوات النظام فإنه لا يستطيع دخوله، ما تسبب له بأزمة قلبية نتيجة الحزن والألم على قريته فتوفي على إثرها بعد ساعات، ليدفع بعيداً عن قريته التي مات شوقاً لها.
وربما أصبح لازمًاً على برامج الدعم النفسي للمهجّرين أن تُدرج وصايا من نوع “لا تنظر نحو مدينتك، ليس لأن الذكرى ستؤلمك، بل لأنها ستقتلك، ولأنّ هذا القهر هو آخر الرصاصات وأدقّها نحو قلبك.