شهدت سوريا في 26 أيار انتخابات رئاسية أفضت إلى فوز بشار الأسد بفترة رئاسية ثالثة في تصويت تصفه واشنطن والمعارضة السورية بأنه مهزلة تهدف إلى تكريس حكمه الاستبدادي كما كان حكم والده قبله وتحكم أسرة الأسد سوريا منذ ٥ عقود بمساعدة أجهزة الأمن والجيش وتهيمن الأقلية العلوية على شؤون البلاد
ومرت أكثر من ١٠ سنوات على اندلالثورة السورية التي انطلقت شرارتها عندما قمعت أجهزة الأمن بعنف مفرط تظاهرات دعت إلى إصلاحات وللحد من سطوة أجهزة الأمن.
وجذب الصراع السوري قوى عالمية وإقليمية وأسفر عن مقتل مئات الآلاف وتشريد الملايين ودمار واسع أعاد سوريا عقوداً الى الوراء فقد عادت للأسد السيطرة على معظم أنحاء البلاد بدعم من حلفائه الروس والإيرانيين وعكست الصورة التي قدمها الإعلام السوري عن بشار الأسد في عام ٢٠٠٠ سمات شاب في مقتبل العمر يطمح للدخول ببلده إلى عصر الإنترنت ومكافحة الفساد.
ويحمل بشار الكثير من ملامح والده بعينيه الزرقاوين ووجهه الباسم وشاربه القصير لكنه على خلاف حافظ أسد يمثل جيلا من الزعماء العرب الذين تربوا على ثقافة غربية فهو يجيد التحدث بالإنجليزية والفرنسية بطلاقة ويتابع باطراد آخر مفردات التكنولوجيا كما وصفته وكالة النظام وفي وصفها لشخصية بشار الأسد قالت وكالة الأنباء السورية حينئذ إنه يتحلى بمقدرة فائقة على الحزم والحسم في قراره وسلوكه فجرائم نظام الأسد تواجه عدالة بطيئة وغير مؤكدة فبشار الأسد الذي درس أساساً طب العيون لديه اهتمام خاص بتكنولوجيا المعلومات وقالت الوكالة الرسمية السورية إنه ترأس الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية وأشرف على ندواتها ومعارضها السنوية كما شجع الشباب على الإطلاع على علوم الكمبيوتر والتكنولوجيا الحديثة كما تدعي وكالات النظام السوري لتلميع صورته لكن ومن خلال إزاحة أقران والده فرض بشار النخبة الخاصة به على المجتمع والدولة.
وكان حافظ الأسد قد صعد إلى السلطة مع جيل من القادة الذين جاء أغلبهم من المناطق الريفية واحتفظوا بصلات وثيقة مع بيئاتهم الريفية أما الدائرة اللصيقة ببشار فهم من أبناء النخبة بشكل أساسي وهم جيل نشأ في المدن ويفتقرون لأي صلة ببيئات آبائهم ويعتمدون على شبكات نفوذهم في دوائر السلطة وكان مدى سيطرة بشار على السلطة موضع نقاش كبير حتىالثورة السورية في آذار من عام ٢٠١١وكانت هناك تساؤلات حول ما إذا كان بشار خاضعاً لتأثير البارونات الأقوياء وأفراد العائلة بما في ذلك شقيقته بشرى وزوجها الراحل آصف شوكت وشقيقه ماهر ولاتزال سوريا تحت حكم هذه العائلة تعاني الأمرين من قتل وتدمير واعتقال وتهجير وسلب ونهب.