من مهازل التاريخ عندما يطلق النظام السوري مساء الأحد سراح عشرات المعتقلين من سجن صيدنايا سيء السمعة ومن بينهم أشخاص تم اعتقالهم قبل وخلال اندلاع الثورة في سوريا.
ولم يتضح بعد ما إذا كان جميع المعتقلين من معارضي النظام أو أنهم من المعتقلين على خلفية أحكام جنائية
وكان رأس النظام السوري بشار الأسد قد أصدر قبل يومين مرسوما يقضي بمنح عفو عام عن الجرائم الإرهابية المرتكبة قبل تاريخ ٣٠ نيسان ٢٠٢٢ مستثنيا الجرائم التي أفضت إلى موت إنسان بحسب بيان نشرته وكالة أنباء النظام.
وسبق رئيس النظام السوري أن أصدر مراسيم عفو عدة كان آخرها في أيار الماضي قبل أسابيع من إعادة تعيينه رئيساً للنظام للمرة الرابعة.
فقد أثار القرار موجة من السخرية عبر منصات التواصل الاجتماعي خاصة أنه يأتي بعد أيام معدودة من التسجيل المروع الذي نشرته صحيفة الغارديان البريطانية لما وصفته بمجزرة حي التضامن داخل العاصمة السورية
فقد شكك مدونون في جدية نظام الأسد في إطلاق سراح أي معتقلين.
ووصف آخرون مرسوم العفو الجديد بالتمثيلية قائلين إنه مجرد نسخة مكررة من عفو قديم أصدر عام ٢٠١٤دون أن يسفر عن إطلاق سراح أي معتقل.
وفي المقابل رحب آخرون بالعفو واعتبروه بادرة حسن نية من النظام السوري وكما تداول البعض الآخر قوائم بأسماء معتقلي الرأي مرفقة بصور قالوا إنها توثق لحظة خروج العشرات منهم من سجن صيدنايا في حين حذر نشطاء وحقوقيون من أن يكون المرسوم فخا للإيقاع بالمعارضين السوريين واستدراجهم للعودة للبلاد على حد قولهم.
ويرى معارضو الأسد أن هذه القرارات ما هي إلا محاولة مبتذلة من النظام لتشتيت الانتباه عن مجزرة حي التضامن التي حظيت باهتمام عالمي.
ولم يعقب النظام السوري على التحقيق الذي نشرته الصحيفة البريطانية حتى كتابة هذه السطور وظل الصمت سيد الموقف لساعات قبل أن تنخرط بعض الصفحات الداعمة لبشار الأسد بالتحذير مما سمته بمحاولات الغرب لتشويه صورة جيش النظام السوري على أساس أنه صاحب تاريخ مجيد.
وتتمثل أهمية التحقيق في قدرة الباحثين على التوصل إلى هوية المجرمين لذا يعول كثيرون في أن يكون التحقيق بمثابة دفعة كبيرة للتحرك ضد النظام السوري في المحاكم الدولية.
وتقول منظمات حقوقية إنها وثقت انتهاكات واسعة لقوات الأسد راح ضحيتها مئات الآلاف من السوريين في حين يتهم النظام السوري معارضيه بالإرهاب والمجتمع الدولي بالمشاركة في قتل السوريين ليصبح الجاني هو المجني عليه في نظر نظام عاش لخمسين سنة يلمع صورته التي يعرفها الجميع بأنه نظام دكتاتوري مجرم مارس بحق الشعب مختلف ألوان القمع والقتل والترهيب التي لم يرتكبها نظام من قبل.