هل يعد اللجوء السوري في لبنان الأسوء على الإطلاق .. (فيديو)

BAZ_NEWS- توثيق

رابط اليوتيوب: https://youtu.be/zdpEKMFnbjY
حين بدأ اللجوء السوري إلى لبنان عام 2011 هرباً من الاحتجاجات الدائرة والعنف الممارس من قبل النظام بحق مواطنيه، انقسم المجتمع اللبناني بين مُرحب ورافض.
لكل فئة اعتباراتها التي غالباً ما تكون مبنية على موقف سياسي أو طائفي وهو الشائع في لبنان، وقلة قليلة كان موقفها نابع من منطلقات إنسانية بحتة بلا حسابات سياسية أو غيرها.

طوال سنوات التهجير  إلى اليوم، تعرض السوريون في لبنان لكثير من الظلم، إذ لم يكتف البعض برفض وجودهم والإصرار على عودتهم إلى حيث يموتون،
بل مورست بحقهم الكثير من الأفعال التي توصف بالعنصرية، وفي الكثير من الأحيان، تحولت هذه العنصرية نحو الفعل العنفي فكان القتل والضرب والاغتصاب والتهجير من جديد وغيرها من أفعال شائنة.
واللافت مؤخراً، أن العنصرية هذه لم تعد محصورة بفئة معيّنة هي من الأساس ضد اللاجئين ووجودهم.
كما أجبر المئات على الهرب وترك أماكن سكنهم خوفاً من عمليات انتقام كانت ستحصل بحقهم،
وبالإضافة إلى منع تجولهم ليلاً في بلدات كثيرة، ومعاملتهم بطريقة غير إنسانية فيما يخص كورونا إذ قررت بعض البلديات أن تمنع تجول السوريين حصراً، كان حادث إحراق مخيمهم في بلدة بحنين قضاء المنية شمال لبنان بعد خلاف بين عمال من المخيم وتاجر حمضيات من المنطقة، أدى إلى حرق الخيم بما فيها وتهجير من يقطنها، في مشهد ذو دلالة كبيرة.

وتُعتبر هذه المناطق، سواء دير الأحمر أو بشري أو المنية، أو قبلها تمنين في البقاع، مناطق ذات أغلبية مناهضة للنظام السوري ومؤيدة لمعارضيه، وكانت في كثير من المحطات تُعبر عن تضامنها مع اللاجئين علناً، كذلك فعلت الأحزاب المسيطرة فيها،

إلا أن ما ظهر مؤخراً، بدا معاكساً تماماً لكل الخطاب السابق، مع بروز نزعة عنصرية، يبدو أنها كانت موجودة إلا أنه لم يُعلن عنها لاعتبارات سياسية وغير سياسية.
وسط كل هذا الواقع، يبرز السؤال هنا، على من تقع المسؤولية في كُل ما يحصل؟ المسؤولية التي تقع فقط على عاتق بشار الأسد الذي أجبر مواطنيه على الهروب من بطشه وظلم نظامه،

باحثين في شؤون اللاجئين يؤكدون “بكل حالات اللجوء في العالم، اللاجئون يخرجون من المخيم ليعملوا وهذا ما حصل حتى في مخيمات كبيرة كالزعتري بالأردن أو في تركيا. لبنان كان بإمكانه أن يقوم بشيء وسطي، أي مخيمات صغيرة منظمة وليست عشوائية مثلما هي الآن. ولم نكن لنصل إلى ما وصلنا إليه، لكن ارتأت آنذاك حكومة الرئيس نجيب ميقاتي ألا تفعل شيئاً”.

غالبية اللاجئين الذين هربوا من سوريا، بحثوا في بادئ الأمر عن مساحة آمنة يحتمون بها، وبالتالي رأوا في البيئة التي تعارض النظام السوري المكان الأنسب لهم ليستقروا ريثما يتضح مستقبلهم، فكان الانتشار الأكبر في مناطق ذات غالبية سنية في البقاع الأوسط وبعض مناطق البقاع الشمالي كعرسال مثلاً، وشمالاً في عكار وطرابلس والمنية والضنية، كذلك توزع بعضهم في مناطق تسيطر عليها القوات اللبنانية كبشري وأخرى بغالبية درزية كالشوف.

حيث “يتم استخدام السوريين في الصراع السياسي بين الأحزاب وفي محاولة كل فريق شد عصب جمهوره، نرى مناقضات كثيرة هناك ،  حيث يرفض الكثير تحميل لبنان مسؤولية مشاركة حزب الله بالقتال ولكن يحملون طفلاً سوريا مسؤولية جرائم الأسد في لبنان، ويحملون سيدة سورية تطرد منتصف الليل من خيمتها مسؤولية جريمة ارتكبها عامل سوري”.
ويوضح تقرير صادر عن الشبكة السورية لحقوق الإنسان عام 2017 أن الإجراءات التي اتخذتها السلطات اللبنانية أفقدت معظم اللاجئين السوريين صفتهم القانونية للتواجد في لبنان، ما جعلهم عرضةً للتهميش في المجتمع والاستغلال في العمل والإساءة في التعامل، والتحرُّش الجنسي في بعض الأحيان،
وعدم قدرتهم على اللجوء إلى أجهزة الشرطة والأمن في حال تعرَّضوا لأي اعتداء، حيث فقدوا أشكال الحماية كافة، ما وضعَ اللاجئين السوريين أمام عجز شبه كامل عن تلبية احتياجاتهم الأساسية في الحياة.
وهذا التهميش الذي يتعرضون له من قبل السلطات يسمح لبعض اللبنانيين أن يُمارسوا عنصريتهم تجاه السوريين ويحملونهم في الكثير من الأحيان تبعات ما لا طاقة لهم عليه،
والنسبة الأكبر من السوريين الذي لجأوا إلى لبنان منذ عام 2011 كانت من الفقراء أو ذوي الدخل المنخفض، ورغم المساعدات فإن أكثر من نصف عائلات اللاجئين السوريين يعيشون على أقل من 3 دولارات في اليوم، و88% يغرقون بالديون.
وجود اليد العاملة السورية في لبنان ليس بجديد، لكنهم في السابق كانوا يد عالمة موزعين على الكثير من المناطق اللبنانية واستفاد منهم اللبنانيون الذين بغالبيتهم لا يقومون أو يُنجزون العمل وخاصة الأعمال اليدوية بالفعالية التي يُنجز بها السوريون، وتُشير تقارير عدة إلى ترفع اللبناني عن القيام ببعض الأعمال وهو ما فتح المجال أمام السوريين كي يعملوا بكثافة طيلة فترة وجودهم.
يتجه لبنان شيئاً فشيئاً نحو أزمات متعددة، تنعكس في غالبها على اللاجئين السوريين، فيما السلطات العاجزة عن ايجاد حلول لهذه الأزمات وهي بلا شك تقف عاجزة أمام ما يحصل مع السوريين، بل مُشجعة لذلك أحيانا.

سوريا

لبنان

اللاجئيين السوريين

انتهاكات

BAZ_NEWS

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.