“السُكبة” او الطعمة عادة تكاد عصية على الاندثار.

 

يُقبل شهر رمضان ويجلب في طياتهِ عاداتٍ وموروثاتٍ رمضانية تهلُ علينا وتُبشر بأن شهر رمضان شهر الخير والبركة ، شهر له مذاق خاص وعادات من الصعب التخلي عنها ، فهذا الشهر ينتظره جميع المسلمين للقيام بواجباتهم الدينية والحث على الروابط والتودد بين المسلمين .

لا يقتصرُ شهر رمضان على العبادات والفرائض فقط بل ترافقه عادات موروثة مثل التزاور وتبادل الدعوات العائلية على الإفطار ، لعل اهم هذا العادات وأكثرها انتشاراً هيا “السُكبة”

“السُكبة الرمضانية” احدى العادات الرمضانية الموروثة من أجدادنا ، والسُكبة هيا عبارة عن تبادل اطباق الطعام بين الجيران دون النظر الى التكاليف او الكمية ، مثلاً قدر يرسل أحدهم اطباق من اللحم ليردها الأخير بطبق من الأرز،  وكلاً يسكب على قدر استطاعته ، ويشترط ان تكون السكبة من ذات طعام العائلة.

في القِدم كانت هذه إلعادة لأحياء الاكتفاء الذاتي للمجتمع وسعياً للحفظ على مائدة متنوعة من الاطعمة سيما وان الصائم يتلذذ ولا يأكل الطعام .
وبقيت السكبة منتشرة ورائجة بشكل كبير منذ القدم حتى عامنا هذا ، إلا أنها بدأت تتلاشى رويداً رويدا لما طرأ في البلد من ازمة اقتصادية حادة وغلاء في أسعار المواد التموينية وانخفاض أجر العامل،  أصبحت العديد من العائلات لاتجد طعاماً يسد رمق أطفالها.

السُكبة تطورت إلى حد جميل لأحياء عادات الأجداد فأصبحت تُرسل
أما للعائلات الفقيرة في الحي وعدم قبول السُكبة منهم سوا ثلاث حبات من التمر ،
او ترسل السُكبة بكمية قليلة نوعاً لأكثر من جار في الحي واستقبال السُكب من الجيران .

الكثير من العادات الرمضانية اندثرت وعفا عنها الزمان إلا أن السكبة احدة العادات التي تضيف البهجة لشهر رمضان ، ورسم صورة التودد  والتأخي بأبها ألوانها.

قبل الإفطار بدقائق تبدأ الأطفال بتوزيع السُكب على الجيران وتبادل الأطباق منتظرين اعلان موعد الإفطار وانتهاء يوماً من ايام شهر رمصان المبارك .

إعداد: محمد فلاحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.