وجه “جمال جابر الحميدي” أمين عام الحركة الشبابية الجنوبية في جنوب اليمن إلى “نايف الحجرف” أمين عام مجلس التعاون الخليجي وجهة نظر شبابية متواضعة عن الحل في اليمن، وكانت الرسالة على الشكل الآتي:
بداية أنقل اليكم تحياتي الحارة وتحيات القيادات الشبابية الجنوبية في عدن والجنوب و نعبر لكم عن إمتنانا وشكرنا لكم على جهودكم المستمرة التي تقومون بها لإيقاف الحرب ونزيف الدم في اليمن وإرساء السلام ونرحب بدعوتكم الكريمة في مجلس التعاون الخليجي للمكونات السياسية للتشاور في الرياض ، وهذه تحسب لكم إضافة إلى جهودكم السابقة للوصول إلى حل سياسي شامل في اليمن ، ومحاولتنا منا كقيادات شبابية تمثل المكونات الشبابية الجنوبية رغبة منا للمشاركة والإسهام في وضع وجهة نظر متواضعة تعبر عن المكونات الشبابية الجنوبية خاصة المنتمية للحراك الجنوبي ، وأحببنا أن نكتب هذه الأسطر القليلة وأن نبعثها كرسالة إليكم لعلها أن تلقى إستجابة من معاليكم ، وهي تمثل بعض الخطوط العريضة التي نراها كشباب جنوبي في موضوع الصراع القائم في اليمن وآثاره الكارثية وما وصلنا إليه من سوء الأوضاع على جميع المستويات والمجالات .
واقع المشكلة :
إن استمرار الحرب يقوض كل مجالات الحياة في عموم اليمن خاصة جنوب اليمن ، ولايمكن وجود أي حل حقيقي دون وجود استقرار سياسي كما أنه لا يمكن وجود استقرار سياسي دون وجود سلام يعم كل أرجاء البلاد ويكون للشباب دور فيه ، بما أن الحرب مستمرة فإستحالة وجود حل حقيقي .
إن تداخل القضايا السياسية التي أنتجتها الحرب تلقي بظلالها سلباً على كل المجالات ويظهر جلياً صعوبة فصل الحلول عن بعضها وإصرار بعض الأطراف السياسية على تمرير أجندتها الخاصة الضيقة التي تمنع الوصول إلى حلول صحيحة وسليمة مبنية على رؤية شاملة متكاملة لاتستثني أي طرف من الأطراف السياسية التي لها ثقل عسكري أو مجتمعي مناطقي أو فكري فيتحتم على الجهات الدولية التي تسعى لوضع حلول لإنهاء الصراع الدائر في اليمن أن تضع بحسبانها أن هناك أطراف لاتملك ثقل عسكري ظاهرا لكنها تملك أدوات تعمل بين الأطراف المتصارعة وستعمل بكل الوسائل والطرق على عرقلة أي مساعي للحل وهي تملك القدرة على وضع العراقيل وبعضها يحظى بدعم خفي من جهات سياسية وبعضها فكرية بدعم دول من خارج المنطقة العربية.
إن أي حل سياسي سيكون فاشلاً إذا لم يسبقه وضع حلول تنفيذية لمعالجة الوضع الإنساني الكارثي في اليمن شمالا وجنوباً وتدارك الإنهيار الاقتصادي سواء من ناحية تدهور العملة اليمنية وغلاء الأسعار وتدهور الأوضاع الخدمية وتنامي نسبة الفقر إلى مستوى كبير ووصول الملايين من الناس في عموم البلاد إلى تحقق وصف المجاعة فيهم لم يكن إلا نتيجة الحرب والصراع الدائر في اليمن وخاصة في مناطق جنوب اليمن .
الخطوط العريضة للحل :
نرى من وجهة نظر متواضعة أن الخطوط العريضة التي سيتضمنها الحل السياسي الشامل يجب أن تكون حسب أولويات معينة ترتكز على الآتي ؛
أولاً القضايا التي ترتبط بموروث سياسي مناطقي تاريخي أوموروث سياسي فكري أو ديني تاريخي في شمال اليمن وجنوبه .
ثانياً القضايا السياسية التي ترتبط بالمناطق المضطهدة في شمال اليمن والهيمنة السياسية من بعض المناطق على مناطق أخرى .
ثالثاً القضايا السياسية في موضوع شكل الدولة والإستماتة في استئثار القرار في جهات فكرية دينية وحزبية محسوبة على بعض مناطق شمال اليمن .
رابعاً قضية الثروة وتملك فئة معينة فيها بعيداً عن أصحاب الحق سواء سكان المناطق أو الشعب وغياب عدالة توزيع الثروة .
خامساً قضية الديمقراطية وغياب جوهرها وبقاء مظهرها الخارجي الخالي من المعاني الحقيقية لها .
سادساً إستبعاد الفئات المجتمعية كالمكونات الشبابية والمرأة ومنظمات المجتمع المدني من المشاركة في مواقع صنع القرار سابقا والاستمرار في تغييبهم عن المشاركة في الحلول للمشاكل السياسية خاصة في جنوب اليمن .
سابعاً القضايا العسكرية وتغييب الخبراء العسكريين عن وضع الحلول كمثال ازدياد اعداد المنتسبين للقوى العسكرية لكل الأطراف المتصارعة والتي ستترتب عليها نتائج سلبية مستقبلا فأين ستذهب كل هذه الأعداد الكبيرة من منتسبي القوات العسكرية خاصة من الشباب والجماعات الفكرية المتشددة شمالاً وجنوباً .
إعداد: يوسف الحزيبي
تحرير: حلا مشوح