*التعليم في ديرالزور في مهب الريح*
حاجة الناس إلى العلم أحوج منهم إلى الطعام والشراب. لأن الرجل يحتاج إلى الطعام والشراب في اليوم مرة أو مرتين. وحاجته إلى العلم بعدد أنفاسه.
يقال. إذا اردت ان تدمر شعبا أحرمه من التعليم واعمل على جهله وبعده ستحصل على مجتمع جاهل….
تعاني المؤسسة التعليمة في ديرالزور من واقع مرير حيث المعلمون وأجورهم البخسة لاتكفي لسد حاجات الإنسان الضرورية في ظل الأزمة الإقتصادية.
كذلك المدارس الطينية التي على وشك السقوط في أي لحظة تغيب القرطاسية والتدفئة عن المدارس بشكل عام.
كاميرا باز الإخبارية زارت إحدى المدارس في بلدة العزبة شمال ديرالزور. حيث كان هناك اجتماع لمعلمي بلدة العزبة ومعيزيلة ومعيزيلة مراط
سبب الإجتماع هو إيجادالحلول التي وصل إليها المعلمون.
حيث تحدث المشرف التربوي عن. الوضع المأساوي الذي يواجه المعلم هناك حيث يحتاج المعلم إلى عمل إضافي إن وجد. فقد يعمل المعلم بعد الدوام كعامل في محطات الوقود والبعض عامل في البناء أو نقل الحجارة والإسمنت ومواد البناء.يقول المشرف التربوي إن بعض المعلمين أجبر للعمل في تنظيف المطاعم والمستودعات.
وذلك بسبب الراتب الزهيد المقدم من قبل الإدارة الذاتية. فيصرف للمعلم 250ألف ل س كراتب شهري مايقابل 62 دولار ثم يتبعها خصم رسوم نقابة المعلمين.2500ل س.
واضاف المشرف التربوي ان بعض القرى في ديرالزور خالية من المدارس نهائياً وذلك بعد التدمير خلال الحرب وتعرض البعض الأخر للسرقات. نحتاج إلى بناء مدارس جديدة وترميم المدارس القديمة. كذلك توزيع قرطاسية وتوفير مياه الشرب والصرف الصحي للمدارس.
وبعد نهاية الإجتماع حصر المعلمون مطالبهم في 6بنود
وذلك لإنقاذ التعليم في ديرالزور.
1-زيادة الرواتب بما يتناسب مع سعر الصرف والغلاء في المناطق بشكل عام.
2-تعيين حراس. ومستخدمين في المنطقة نظراًللبعد السكاني بعد تعرض الكثير من المدارس للسرقة.
3-تفعيل البطاقة الصحية للمعلمين وعوائلهم بسبب ارتفاع أسعار الأدوية.
4تأمين متطلبات المدارس من معلمين ومياه شرب وقرطاسية وآثاث.
5-إعادة تأهيل المدارس التي خرجت عن الخدمة بعد تعرضها للتخريب والسرقة.
6- بناء مدارس نظراً لازدياد عدد الطلاب علماً أن معظم المدارس من طين ولا يوجد بها حمامات.
إنه لمن المؤسف أن يخرج الطفل إلى مطعم أو مكان عام ويتفاجأ بأن معلمه يعمل في النظافة أو عتال في الأسواق أو عامل محطة وقود على الطرقات.
هنا يصاب الطفل بالإحباط من مستقبله. بل سوف يسخر كل إمكانياته لمحاربة العلم حتى لا يصبح المتعلم عامل نظافة.
إنه لأمر مؤسف في مجال التعليم لا تترجم النوايا الحسنة إلى أفعال ملموسة من قبل الإدارة الذاتية يبالغون في وعودهم دون تنفيذ
إنهم بهذه التصرفات يثبتون للمحتمع أن المعلم لا قيمة له.
نسوا أن المعلم هو أساس بناء المجتمعات وهوالذي يحمل على عاتقه مسؤلية جيل برمته.
نسوا أن الإنسان الذي يستحق الثناء والتقدير ووقفة إجلال هو المعلم الذي يكابد في المدرسة والبيت والذي يمتد عمله خارج أسوار مدرسته. يفشل البعض في تربية ثلاث أو أربع من أبنائه بينما ينجح المعلم في تربية المئات بل الآلاف من الطلاب.
نسوا أن المعلم هو باني العقول وهو الذي يمهد الطريق للأجيال القادمة كي تخدم دينها ووطنها.
نسوا أن المعلم له الفضل بعد الله في تكوين نواة صالحة لبناة المستقبل.
أما علموا قيمة المعلم بما قاله الرسول الأكرم.
(إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض حتى النملة في حجرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير)
فوا أسفاه على ما آلت إليه الأمور وعلى نظرة المجتمع نحو المعلم فقد ذهبت هيبة المعلم ولم يعد يكترث له.
فلولاهم لما وصلتم إلى ما أنتم عليه فلهم الفضل بعد الله.
فهل من عودة إلى ما كان عليه أسلافنا من تقدير واحترام للمعلم.
رابط اليوتيوب:https://youtu.be/wqGq7rPFBGI
إعداد: عبدالله الجليب