كيف جثم حافظ الأسد على صدور السوريين

عندما انقلب حزب البعث واستلم زمام الأمور في سوريا وبمجرد تسلم حزب البعث للحكم في سوريا أعلنت حكومة صلاح البيطار الجديدة حالة الطوارئ التي تعتبر أطول إعلان لحالة طوارئ بالتاريخ حيث استمرت من ٨آذار ١٩٦٣ حتى اليوم
ففي ذلك الوقت كان حافظ الأسد يعمل في خدمة مدنية في إحدى الوزارات وذلك بعد إبعاده عن العمل العسكري بسبب توقيعه على وثيقة الإنفصال عن مصر واحتجازه هناك لنحو شهر قبل أن يعود إلى سوريا عن طريق تبادل للضباط بين مصر وسوريا.
وبمجرد انتهاء الانقلاب قام صلاح جديد بإعادة صديقه الأسد إلى الخدمة العسكرية وترقيته ترقية لا يحلم بها من رتبة رائد إلى لواء إضافة إلى تعيينه قائداً لقوى الدفاع الجوي.
وتم تعطيل العمل بدستور عام ١٩٥٠ الذي وضعته حكومة الرئيس هاشم الأتاسي إلى العام ١٩٧٣عندما وضع حافظ الأسد دستوراً جديداً للبلاد وهو الرابع في تاريخ سوريا قبل أن يقوم ابنه بشار الأسد بوضع الدستور الخامس في العام ٢٠١٢
إضافة إلى ذلك أصدر الحزب قراراً بحل جميع الأحزاب ولاسيما حزب الشعب والكتلة الوطنية وعدا الحزب الناصري والحزب الشيوعي.
أماانقلاب صلاح جديد وصديقه حافظ الأسد على المؤسسين الأساسيين لـحزب البعث من بينهم الرئيس أمين
فبمجرد أن تسلم حزب البعث زمام الحكم في البلاد بدأت الخلافات بين أعضاء القيادة القومية المدنيين للحزب أمثال ميشيل عفلق ومنيف الرزاز وصلاح البيطار وأمين الحافظ وبين اللجنة العسكرية للحزب بقيادة ضباط شباب مثل حافظ الأسد وصلاح جديد ومصطفى طلاس.
وأدت هذه الخلافات إلى حدوث انقسام في الحزب تسبب بانقلاب العام ١٩٦٦ الذي انقلب فيه صلاح جديد وصديقه حافظ الأسد على المؤسسين الأساسيين الذين هرب معظهم باتجاه العراق فيما تم اعتقال آخرين مثل الرئيس أمين الحافظ الذي بقي مسجوناً إلى ما بعد حرب ١٩٦٧ حيث نُفي بعدها إلى لبنان وصلاح البيطار الذي تم اغتياله في باريس
وفي٣٠ تشرين الأول ١٩٧٠عقد حزب البعث السوري مؤتمره الوطني الاستثنائي العاشر في العاصمة دمشق.
وهذا الاجتماع الذي تم وراء أبواب مغلقة بتوجيهات من صلاح جديد وكان أول بند في الاجتماع هو إقالة وزير الدفاع آنذاك حافظ الأسد ورئيس أركانه اللواء مصطفى طلاس من منصبيهما.
ولكن الأسد كان على علم بالأمر فقام في ١٣ تشرين الثاني ١٩٧٠ بمساعدة رفعت الأسد ومصطفى طلاس باعتقال كل الأعضاء الذين كانوا ينتقدونه في الحزب من بينهم صلاح جديد الذي زج في سجن المزة العسكري بالعاصمة دمشق مدة ٢٣ عاماً إلى وفاته في ١٩٩٣ ونور الدين الأتاسي الذي قضى في ذات السجن ٢٢ عاماً إلى حين إطلاق سراحه قبل موته بأسابيع في ١٩٩٢ بعد أن أصيب بمرض السرطان.
وفي ١٣تشرين الثاني أعلنت وسائل الإعلام الرسمية عن الإنقلاب الذي يعرف باسم الحركة التصحيحية معلنة بذلك بداية العصر المشؤوم بسيطرة عائلة الأسد على البلاد ونهب مقدراتها.

إعداد: مروان مجيد الشيخ عيسى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.