هذه المجزرة وقعت في ٢٩ تشرين الأول عام ١٩٥٦عندما داهمت قرية كفر قاسم قوة من حرس الحدود وفرضت عليهامنعا للتجول مفاجئاً. وعندما عاد الفلاحون من الحقول لم يكونوا على علم بمنع التجول فقام الجنود الإسرائيليون بإطلاق الرصاص عليهم وقتلوا ٤٩ منهم بينهم ٩ نساء وو١٧ طفلاً و لم تقع المذبحة بالصدفة بل كانت جزءاً من مخطط للحكومة بل من أجل دب الرعب في نفوس السكان الفلسطينيين في كفر قاسم وغيرها من القرى العربية لحملهم على الرحيل وراء الحدود والتخلص من أكبر قدر من العرب
واحداث المجزرة كما يرويها أهلها كالتالي:
في الساعة ١٦.٥ من اليوم نفسه استدعى رقيب من حرس الحدود مختار كفر قاسم وديع أحمد وأبلغه بقرار منع التجول وطلب منه إبلاغ الأهالي فقال المختار إن ٤٠٠ شخصاً يعملون خارج القرية ولم يعودا بعد ولن تكفي نصف ساعة لإبلاغهم فوعد الرقيب أن يدع العائدين يمرون على مسؤوليته ومسؤولية الحكومة.
في الخامسة مساء بدأت المذبحة عند طرف القرية الغربي حيث رابطت وحدة العريف شلوم عوفر فسقط ٤٣ شهيداً وفي الطرف الشمالي سقط ٣ شهداء وفي داخل القرية سقط شهيدان أما في القرى الأخرى سقط صبي عمره ١١ سنة شهيداً في الطيبة كان من بين الشهداء في كفر قاسم ١٠ أطفال و ٩ نساء. كان إطلاق النار داخل القرية كثيفا وأصاب تقريباً كل البيوت حاولت الحكومة الإسرائيلية إخفاء الموضوع ولكن الأنباء عن المجزرة بدأت تتسرب فأصدرت الحكومة الإسرائيلية بياناً يفيد بإقامة لجنة تحقيق توصلت اللجنة إلى قرار بتحويل قائد وحدة حرس الحدود وعدد من القيادات إلى المحاكمة العسكرية استطاع عضوا الكنيست توفيق طوبي ومئير فلنر اختراق الحصار المفروض على المنطقة يوم ٢٠/١١/١٩٥٦ ونقلا الأخبار إلى الصحافة
استمرت محاكمة منفذي المجزرة حوالي سنتين في ١٦/١٠/١٩٥٨ صدرت بحقهم الأحكام التالية: حكم على الرائد شوئل ملينكي بالسجن مدة ١٧ عاماً وعلى جبريئل دهان وشلوم عوفر بالسجن ١٥ عاماً بتهمة الاشتراك بقتل ٤٣ عربياً بينما حكم على الجنود الآخرين بالسجن لمدة ٨ سنوات بتهمة قتل ٢٢عربياً.
ولم تبق العقوبات على حالها قررت محكمة الاستئناف تخفيفها كالتالي : ملينكي ١٤ عاماً ودهان ١٠ أعوام و عوفر ٩ أعوام. جاء بعد ذلك قائد الأركان وخفض الأحكام إلى ١٠ أعوام لملينكي و٨ سنوات لعوفر و ٤ أعوام لسائر القتلة. ثم جاء دور رئيس الدولة الذي خفض الحكم إلى ٥ أعوام لكل من ملينكي وعوفر ودهان. ثم قامت لجنة تسريح المسجونين وأمرت بتخفيض الثلث من مدة كل من المحكومين وهكذا أطلق سراح آخرهم في مطلع عام ١٩٦٠
أما العقيد يسخار شدمي صاحب الأمر الأول في المذبحة فقد قدم للمحاكمة في مطلع ١٩٥٩ وكانت عقوبته التوبيخ ودفع غرامة مقدارها قرش إسرائيلي واحد.
وعاش القتلة بعارهم في الدنيا أما الضحايا فماتوا شهداء عند ربهم وفي الآخر عند الله تجتمع الخصوم
اعداد : مروان مجيد الشيخ عيسى
تحرير : حلا مشوح