مرحلة الصراع على النفوذ والمصالح ، وموقع القضية الجنوبية في ضل انعكاس الصراع على المنطقة

اليمن – يوسف الحزيبي

بعد الحرب الروسية على أوكرانيا نرى دخول العالم في مرحلة جديدة من الصراع على النفوذ والمصالح ، ليبحث فيه الغربين عن مصادر جديدة للنفط والغاز في محاولة منهم لوقف اعتمادهم على روسيا، وخلق بدائل تمكنهم من التغلب على الأزمة الخانقة التي إصابتهم بعد سلسلة من الإجراءات والعقوبات المتبادلة مع الروس نتيجة للحرب التي شنتها روسيا على أوكرانيا .

ولأن العالم اليوم لا يجيد الحديث الا بلغة واحدة هي لغة المصالح بدأ الأوروبيون بتواصل مع شركائهم في الدول المصدرة للنفط لزيادة منتوجها منه حتى تتمكن من التغلب على أزمتها في الوقت الحالي ، لكن هذا لا يمكنهم من الاستغناء التام عن النفط والغاز الروسي مستقبلاً.

لهذا لجأ الغرب في التفكير باليمن باعتبارها بلد غني بالنفط برغم كل الصراعات الموجودة فيه والتي كانت سبب في تجاهلها طيلة السنين الماضية ، لكنها اليوم أصبحت ضرورة أمامهم ليتمكنوا من وقف اعتمادهم على النفط والغاز الروسي، وعلى هذا تم تشكيل المجلس الرئاسي وما يسمى بحكومة المناصفة في الجنوب وبرعاية خليجية، يتسنى لهم من خلالها الوصول إلى مصادر النفط في بلادنا رغم كل الصعوبات التي تمر بها في ضل غياب مشروع الدولة في الجنوب، في الوقت الذي حسم فيه الشماليين أمرهم وفرضوا أمرهم الواقع لتثير المثير من الأسئلة :-

في ضل الصراع الدولي والذي انعكس علينا ، هل المصالح الدولية هي من تحرك الملفات باتجاه شبوه و حضرموت و المهره ؟ وهل تصب لصالح القضية الجنوبية؟ وما علاقة قرار العليمي بتشكيل قوة جديدة يليها تحركات باتجاه أوروبا ، وهل تكون استباقاً لدعوة المجلس الانتقالي الجنوبي للتصعيد ضد المنطقة الأول التي تقبع في وادي حضرموت لتكون قوة العليمي هي البديل كطرف محايد لا يحمل أي توجه معروف ؟ ولماذا الصمت من قبلنا في المجلس الانتقالي حول قرار العليمي بتشكيل قوة عسكرية جديدة لا يعلم أحد ما وجهتها وبدعم سعودي ، الأمر الذي يوحي أن هنالك تجاهل للهوية الوطنية الجنوبية التي يقاتل الجنوبيون من من اجلها كعمق استراتيجي للصراع في المنطقة ؟ ام أن القرار كان متفق عليه الأمر الذي لايعفينا من توضيح ذالك لطمأنة جماهير شعبنا الجنوبي ووقف الاحتقان لديها جراء ما تقوم به وسائل إعلام معادية ؟ .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.