الحسكة – مروان مجيد الشيخ عيسى
تعتبر ظاهرة التسول من الظواهر المتنامية التي يضيق بها الشارع وخصوصا أنها تنتشر وبكثرة، وكثيرا مايستغل خلالها الأطفال، وتنتشر حالات التسول في مناطق الحسكة، كما باقي المناطق السورية، بسبب تردي الوضع الاقتصادي والمعيشي في عموم سوريا وضمنها أسواق الحسكة ، في حين يوجد من يمتهن التسول ويجدها تجارة مربحة لا تحتاج إلى جهد ولا إلى رأس مال.
فأصبح التسول في شوارع مدن وبلدات الحسكة في شمال شرق سوريا مشهد اعتيادي، أشبه بالمهنة اليومية يمتهنها الرجال والنساء والأطفال.
وتغيب خطط علاج الحالات المنتشرة بكثافة، لأن المسؤولين لم يضعوا في حسبانهم قوانينا لمنع المتسولين أو إيجاد حلول بديلة لهؤلاء.
أطفال ونساء امتهنوا التسول حيث أن البعض منهم يفترشون على الطرقات وأمام أبواب العيادات الطبية أو الجوامع أو المؤسسات الخدمية.
كما يستغل الرجال ممن يمتهنون التسول نسائهم وأطفالهم ويجبروهم على التواجد في الشوارع باستمرار حتى في الظروف الجوية الصعبة وذلك للحصول على رأفة المارة.
فبعض المتسولين يتظاهرون بالعجز والمرض والعمى وهي طرق للاحتيال على الناس للحصول على المال، ويستخدم هذه الطرق الكثير من المتسوّلين لكسب عطف الناس.
الأسباب التي تدفع هؤلاء للتسول مختلفة منها الفقر وقلة فرص العمل المناسبة للمرضى والمعاقين، في حين أصبح المشهد مؤلما في الشوارع، فمنهم مَن يعرض أطفاله أو الرضع ذوي التشوهات والإعاقات البدنيّة.
يقول صاحب مطعم عند دوار الكنيسة الآشورية في الحسكة، بأنه ينزعج من دخول المتسولين من مختلف فئات العمر، الأطفال والنساء وكبار العمر لمطعمه، رفقة الزبائن الذين غالبا ما يكونوا من النساء ومن ثم يتوسلون إليهم في محاولة لإحراجهم للحصول على أموال، في حين أنه لا يستطيع ترك الزبائن والتوجه لطرد المتسولين من مطعمه.
وتقول سيدة بأن المستولين يتجولون على مدار الساعة في غرفة الانتظار في المستشفيات للدخول إلى الطبيب.
فالأوضاع الاقتصادية وابتعاد الاطفال عن مقاعد الدراسة وأسباب أخرى تقف خلف تزايد انتشار التسول، حيث ترى أن الكثيرين ممن يمتهنون التسول لديهم أملاك وأموال يستطيعون العيش بها لكنهم يرون التسول مهنة لا تحتاج لجهد ورأس مال.
ومن الملاحظ في الفترة الأخيرة أن ظاهرة التسول تزداد اتساعا بمظاهر مختلفة، لاسيما وأن الكثيرين يتسولون بشكل مباشر أو تحت غطاء تقديم خدمات بسيطة مثل مسح الأحذية وتنظيف زجاج السيارات أثناء توقفها على الإشارة.
غير أن هذه الحالات تكثر بشكل خاص في الأعياد والمناسبات الدينية كما هو الحال خلال شهر رمضان من كل عام بسبب استعداد الناس لتقديم الزكاة والحسنات للمحتاجين بشكل أكثر على حد تعبير صاحب متجر، فعادة يتردد على متجري خمسة حالات في اليوم، أما خلال شهر رمضان فيضاعف العدد أو يزيد على ذلك”. وإذا كان الكثيرون من أمثاله يقدمون المساعدة، فإنهم في المقابل يتضايقون من هذه الظاهرة التي تحظر القوانين السورية ممارستها.
ويزيد من تضايقهم لجوء البعض إليها من أجل كسب المال بسهولة بدلا من ممارسة أية مهنة على حد قول سوريا النمر وهي تعمل مدرسة لغة انجليزية. أما صاحب مكتب حوالات فيرى بأنها تتم في حالات كثيرة على أساس استغلال الطفولة ويشير إلى أن “هناك نسوة يجلسن مع أطفالهن على الأرصفة في وضعية تثير الشفقة مع صمت الجمعيات الخيرية فلاتعمل على الاهتمام بأمرهن.
وهناك حالات يقوم بها الرجل بإجبار زوجته وأولاده أو قريبا له على التسول لأسباب مختلفة في مقدمتها جمع المال غير أن التسول لا يقتصر على الحالات المذكورة، فهو يشمل أيضا المعاقين أو ذوي الاحتياجات الخاصة، فهم مضطرون إلى التسول لعدم قدرتهم على العمل، ولعدم وجود منظمات صادقة ولاجمعيات تدعم المحتاج الحقيقي فضلوا التسول رغم أنهم لجأوا إلى جمعيات خيرية لمساعدتهم، يقولون :كانوا يعاملوننا بشكل فظ ولا يقدمون لنا مساعدة كافية تقي الجوع والفاقة، ولهذا لجأوا إلى الشارع .