ديرالزور – مروان مجيد الشيخ عيسى
أفاد ناشطون في دير الزور ، بأن دوريات تابعة لشعبة المخابرات العسكرية للنظام السوري، يرأسها رئيس فرع التحقيق المدعو إبراهيم كلمى (أبو خليل)، تقوم بابتزاز أهالي المحال التجارية في مدينة دير الزور وترغمهم على دفع الإتاوات، وابتزاز أصحاب المحال التجارية والغذائية بتهديدهم بالتوقيف أو إغلاق محلاتهم أو دفع مبالغ مالية بحجة ان أغلب المحلات لا توجد فيها أوراق بيع وشراء.
وتراوحت نسبة الإتاوات حسب حجم وموقع المحل.
حيث أن المحل الذي يكون وسط كثافة سكانية يتم يفرض على صاحبه مبلغ مالي يتراوح مابين الـ 200 ألف إلى الـ 500 ألف ليرة سورية، أما المحالّ الصغيرة التي تتواجد على أطراف المدينة فيفرض عليه مبلغ مالي يتراوح مابين الـ 50 ألف إلى الـ 100 ألف ليرة سورية، وكل من يقوم ببيع المواد الغذائية التركية تقوم تلك الدوريات بمصادرة البضاعة وتغريم صاحبها وزجهم في السجون
أما البضائع الإيرانية فيسمح لهم ببيعها في الأسواق، وعلى حد زعمهم أنها من دول حليفة للنظام.
أما “الفرقة الرابعة” التابعة للنظام السوري فتقوم بجولة يومية على أسواق الخضار “سوق الهال” وتجمع إتاوات من أصحاب المحلات مستغلين القوة العسكرية وكل من يعارض أوامرهم يقومون بتوقيفه بتهمة ممانعة الدورية، مما ينعكس سلباً على المواطنيين الذين يرغبون بشراء قوت يومهم من الأسواق وبأسعار عالية، فضلا عن انتشار مخيف لظاهرة التسول داخل المدينة.
فدور النظام والمليشيات الإيرانية التي تنشط في بعض المناطق في ريف دير الزور والتي لها هي الأخرى في ركوب موجة الابتزاز المادي على سكان المنطقة، أما عن دور الأطراف كلها في هذه العملية فيمكننا القول:
إن السكان أنفسهم وفي قسم لا يستهان به غير مبالٍ لما يقوم به هؤلاء من خلال تسترهم على ما يقوم به أبناء جلدتهم بحق أهلهم من خلال سلبهم أموالهم، فالذي لا غبار عليه أن من يقوم بجمع الأتاوات في كثير من المناطق هم من أبناء تلك المناطق نفسها، أضف إلى ذلك دور الوجهاء والشيوخ الفاسدين الذي جهدوا على إخراج قسم من هؤلاء من سجون النظام السوري ممن قاموا بفرض الأتاوات على سكان المنطقة.
فقد دخلت مناطق ريف دير الزور بعد عام 2017 مع سيطرة النظام السوري مرحلة جديدة من مراحل الصراع والتنافس بين الأطراف المحلية والإقليمية والدولية، صراع أخذ طابعاً مختلفاً؛ نتيجة للمعطيات الموجودة على الأرض، فبعد انحسار تنظيم الدولة “د ا ع ش” وتراجعه في الجغرافية السورية لصالح النظام وحلفائها الاستراتيجيين تحالف إيران وروسيا ، وجد النظام نفسه أمام استحقاقات المرحلة الجديدة بالنسبة للمنطقة وأهلها في ظل ما أفرزته الحرب من البنى التحتية المدمرة وانعدام الخدمات و التعليم وتدني واقع الزراعة والصحة كل هذه الاستحقاقات وضعت النظام وجهاً لوجه مع سكان المنطقة، فبعد أن قدم النظام السوري الوعود البراقة والأحلام الوردية للمنطقة وأهلها في نقل واقع حالها إلى واقع أفضل حدث عكس ذلك، فحسابات الفلاح لم تأت على حسابات البيدر، فهذه الوعود لم تكن سوى سحابة صيف لا غير ، فالمنطقة تحتاج من الخبرات والكفاءات والأموال الكثير الكثير للنهوض بواقع حالها، ولكن الفساد والفاسدين كانوا أسبق في قضم كل ما يمكن تقديمه للنهوض بواقع المنطقة.