مزاد علني لأثاث قصر من قصور رفعت الأسد في فرنسا

فرنسا – مروان مجيد الشيخ عيسى 

كشف نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الساعات القليلة الماضية، أنه من المقرر عرض أثاث قصر رفعت الأسد الفاخر بباريس للبيع بالمزاد العلني الأسبوع المقبل.

ووفقاً لما تم تداوله، فإنه سيتم بيع أثاث قصر رفعت الأسد، عم بشار الأسد، الواقع في 38 شارع فوش بالدائره 16 في باريس بالمزاد العلني.

وسيبدأ المزاد عليه يومي الخميس والجمعة القادمين والموافقين في 12 -13 كانون الثاني الجاري، وملف الأثاث 260 صفحة، وضعت 4 صفحات فقط.

وفي مطلع سبتمبر الماضي، أيدت محكمة التمييز في باريس، حكماً قضائياً يدين رفعت الأسد عم بشار الأسد، لاستحواذه على ممتلكات فرنسية بقيمة ملايين اليوروهات، واستخدام أموال تم تحويلها من أموال سورية منهوبة منذ الثمانينات.

كما أيد حكم محكمة النقض، الذي طوى قضية “الكسب غير المشروع” بعد سنوات من المداولات شهدت تقديم طعون مختلفة، حكماً بالسجن لمدة 4 سنوات على رفعت الأسد، وكذلك مصادرة أملاك، وهو ما أُقر من قبل محكمة البداية في باريس في 17 حزيران 2020 ثم في الاستئناف في 9 أيلول 2021.

وقالت شيربا وهي مجموعة من محاميي حقوق الإنسان مقرها فرنسا وكانت شكواها الجنائية هي السبب وراء بدء الإجراءات في 2013: “إن الأصول التي يحتفظ بها رفعت الأسد في فرنسا التي تم الحجز عليها أثناء الإجراءات ستتم مصادرتها بشكل نهائي”.

ويذكر أن رفعت الأسد عاش في المنفى منذ منتصف الثمانينيات، وقضى معظم هذه المدة في فرنسا، ثم عاد إلى بلده سوريا في تشرين الأول 2021 بعدما أصبح غير قادر على التصرف في ثروته بفرنسا.

وتعود فترة نشوء ما يعرف بثروة رفعت الأسد، في سوريا، إلى مصدرين رئيسيين، برأي عارفين، المصدر الأول هو وقت كان رئيساً على ما يعرف بسرايا الدفاع التي كانت الأكثر تسليحاً وتدريباً وإنفاقاً، وكانت تتمتع بميزانية مالية مفتوحة كانت تجعله يصطدم مع حافظ الأسد، في ذلك الوقت، كرئيس الوزراء عبد الرؤوف الكسم، الذي لم يكن على علاقة جيدة برفعت، وكان الأخير يعمل على إزاحته، بكل السبل.

أما المصدر الثاني لثروة رفعت الأسد، فهو الثمن الذي تقاضاه من شقيقه رئيس البلاد وقتذاك، حافظ الأسد، كي يخرج من سباق منافسته على السلطة في سوريا. بعدما تبيّن أن لرفعت طموحات فعلية بالسيطرة على مقاليد البلاد، إثر مرض حافظ أول ثمانينيات القرن الماضي. حيث أعلن رفعت رغبته بتولي الحكم وأحضر عدداً من مسؤولي النظام لمبايعته بينما يرقد شقيقه الرئيس، بين الحياة والموت.

وحصل أن قام حافظ الأسد من غيبوبته الطويلة، فجأة، وعرف بما جرى من مبايعات لشقيقه. وبعد شبه احتكاكات عسكرية استطاع حافظ الأسد، أن يقنع شقيقه بسحب قواته من العاصمة دمشق وإعادتها إلى ثكناتها، بعدما اضطر حافظ لإحضار والدته “ناعسة” للتدخل مع رفعت كي يسحب قواته من دمشق.

وكأنهم يتقاسمون تركة والدهم الذي لم يكن يملك شيئا، ولاحتى رغيف خبز.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.