قطع لاجئون سوريون الطريق بين لبنان وسوريا احتجاجاً على ترحيلهم

لبنان – مروان مجيد الشيخ عيسى 

تحدث ناشطون عن قطع عشرات اللاجئين السوريين في لبنان الجمعة 6 كانون الثاني الحالي، الطرقات الواصلة إلى منطقة وادي خالد على الحدود السورية، بعد ضغوط من مخابرات الجيش اللبناني لإجبارهم على العودة إلى سوريا.

فالاحتجاجات اندلعت بعد صدور قرار عن قيادة الجيش اللبناني بتسليم السوريين الذين يعبرون الحدود بطرق غير شرعية دون أوراق قانونية أو قسيمة دخول الأراضي اللبنانية إلى حواجز النظام السوري المنتشرة بالقرب من الحدود.

وقالت القائمة بأعمال نائب المدير الإقليمي في الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا في المنظمة ديانا سمعان” إن السلطات اللبنانية “تعمل على توسيع نطاق ما يسمى العودة الطوعية، وهي خطة سارية منذ أربع سنوات، في وقت أصبح فيه من الثابت أن اللاجئين السوريين في لبنان ليسوا في موقف يسمح لهم باتخاذ قرار حر ومستنير بشأن عودتهم”.

وأوضحت أن ذلك “بسبب السياسات الحكومية التقييدية على التنقل والإقامة، وتفشي التمييز ضد اللاجئين، وعدم وصولهم إلى الخدمات الأساسية، فضلاً عن عدم توافر معلومات موضوعية ومحدثة حول الوضع الحالي لحقوق الإنسان في سوريا.

وتعهد وزير المهجرين في الحكومة اللبنانية “عصام شرف الدين” منتصف العام الفائت بتسهيل عودة اللاجئين، وأنّ لبنان قام بتزويد وزارة الداخلية والأمن القومي السوري بلوائح اسمية تضم أسماء الراغبين بالعودة لتقديم الخدمات اللازمة، والتي من المفترض أن تشمل تسوية أوضاع المطلوبين بقضايا أمنية والمتخلفين عن الخدمة الإلزامية.

وتهدف الخطة اللبنانية لإعادة 15 ألف لاجئ سوري، منهم ستة آلاف ستتم إعادتهم خلال العام الجاري على عدة دفعات، كانت الدفعة الأولى في 26 من تشرين الأول الفائت، وتلاها بعد أيام عودة الدفعة الثانية والتي ضمت تقريباً 100 عائلة.

وتراجع اللاجئون عن التسجيل للعودة إلى سوريا بعد قيام أجهزة النظام الأمنية بملاحقة واعتقال عدد من العائدين بقضايا أمنية، أسفرت عن اعتقال نحو 11 شخص منهم نساء ويافعين.

وكان قد وثّق ناشطون سوريون داخل مخيمات اللجوء في عرسال (بقاع، وسط لبنان) منذ أشهر قوافل عودة للاجئين السوريين من لبنان إلى بلدهم، وهم محمّلون بما تبقى من مقتنياتهم المتواضعة.

ووثقت عدسات الهواتف كيف حمل اللاجئون أمتعتهم وبعض أساسات خيامهم ونقلوها معهم بشاحنات في رحلة عودتهم إلى ديارهم بعد غياب طويل.

وأثارت مشاهد عودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم بعد أن مكثوا في لبنان لسنوات عدّة، موجة غضب وقلق على مصيرهم بين النشطاء عبر الفضاء الرقمي، مستخدمين وسم #أنقذوا_اللاجئين_السوريين_في_لبنان.

وأفادت وكالة موالية للنظام السوري بأن دفعة من “المهجرين” السوريين وصلت من المخيمات اللبنانية عبر معبر “الدبوسية” (الحدودي مع ريف حمص) للعودة إلى مناطقهم “الآمنة والمحررة من الإرهاب”، وفق قولها.

في حين نقلت الوكالة الوطنية اللبنانية عن وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني هكتور حجار قوله إن “هذا يوم وطني بامتياز.. القرار السياسي اتخذ، العودة ثم العودة، هناك دفعات أخرى، وسنستمر”.

وكان قد أعلن الرئيس اللبناني ميشال عون إنجاز اتفاقية تعيد النازحين السوريين إلى بلدهم على دفعات ابتداءً من نهاية تشرين الأول الحالي.

وقال مدير الأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم إن بلاده لن تجبر أي لاجئ على العودة إلى سوريا.

وأوضح أن هناك مليونين و80 ألف نازح سوري موجودون حاليا في لبنان، وقرابة 540 ألف سوري عادوا طوعا إلى بلدهم منذ بدء الخطة عام 2017.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.