الناشط ابن دير الزور “مازن حمادة” من اللجوء إلى معتقلات النظام السوري

سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى 

كشف أحد المعتقلين الناجين من سجون مخابرات النظام السوري أنه رأى الناشط “مازن حمادة” العائد من لجوئه في ألمانيا إلى سوريا، وقال إنه التقى به في شباط / 2020، مؤكدا أن عناصر المخابرات أعادوا تعذيبه واتهموه بنشر أخبار “كاذبة” عن تعذيب المعتقلين في سوريا.

المعتقل السابق “محمد العبدالله أبو الخيش” قال :إن مخابرات الأسد كانت تطالب “حمادة” بالاعتراف على شاشة التلفزيون بأنه كان يكذب أثناء حديثه عن التعذيب في سجون النظام، إلا أنه رفض متحديا جلاديه ومتهما إياهم بأنهم مجرمون.

وأكد أنه ترك “حمادة” في فرع “القصاع” بعد أن تم تحويله إلى فرع المخابرات الجوية في مطار “المزة”، ونقل عنه وصفه لفظاعات التعذيب في الفرع سيئ الصيت من أيام قيادة اللواء “جميل الحسن” ومن تبعه.

وقيل إن الناشط السوري “مازن حمادة”، اعتقل في مطار دمشق الدولي بعد عودته إلى “حضن الوطن” بموجب اتفاق تسوية عقده مع سفارة النظام  في العاصمة الألمانية برلين، تتضمن عودته مقابل الإفراج عن معتقلين من محافظة دير الزور.

واستعرض “أبو الخيش” المنحدر من قرية “الفطيرة” بريف إدلب أساليب التعذيب التي كان يتعرض لها في سجون النظام السوري.

وذكر أن أهله دفعوا له ليخلصوه من سجون المخابرات التي ذاق فيها الويلات، حتى الإفراج عنه.

وعند عودته رجع للانخراط في “الجيش الحر” وبعد إحدى المعارك أوقعهم حاجز لقوات النظام السوري في كمين واعتقلوه وعدد من رفاقه.

وروى أنهم اقتيدوا إلى “القمحانة”، حيث قابلهم “سهيل الحسن” الذي وجه بتعذيبهم لنزع اعترافات ومعلومات منهم.

وينحدر مازن حمادة البالغ من العمر 45 عاما من مدينة دير الزور السورية، وكان قد حصل منذ سنوات على حق اللجوء في هولندا، لكنه كان يتردد بكثرة على ألمانيا، قبل أن يعود بشكل مفاجئ إلى دمشق.

ومازن حمادة الذي تعرض للاعتقال والتعذيب مرات عديدة، عاد إلى دمشق بمكيدة دبرتها سفارة النظام السوري في برلين، إذ أنه لم يرجع بشكل طوعي عندما ساءت أحواله المادية والنفسية كما جرى الترويج بالسابق، حسبما ذكر صهره المقيم في هولندا.

صهر حمادة الذي تحدث إلى مواقع سورية معارضة في 6 آذار 2021، نفى في ما أشيع مؤخرا عن وفاة مازن، مشيرا إلى أن “سفارة النظام السوري في برلين لعبت دورا أساسيا في إعادته إلى العاصمة دمشق”.

وأوضح أن أشخاصا شاهدوا مازن في مطار برلين قبل العودة إلى دمشق، مع سيدة مؤيدة ومقربة من سفارة النظام، وسألوه هل أنت ذاهب إلى دمشق، إلا أنه أجاب بالنفي وقال أنا ذاهب لبيروت، لكن السيدة ذاتها ردت بالقول: “بل إلى دمشق”.

ولفت صهر مازن إلى أن النظام استغل المشاكل النفسية التي كان يعانيها في الفترة الأخيرة، على إثر التعذيب الذي تلقاه من النظام الذي حطم نفسيته، حتى بات يتلقى العلاج في مركز للأمراض النفسية والعصبية في أمستردام.

ونشاط مازن في المحافل الدولية كونه قابل مسؤولين في محكمة لاهاي ومسؤولين في بريطانيا وأميركا والأمم المتحدة للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين ومحاسبة النظام ، جعلت الأخير يعمل على استدراجه.

وعن كيفية وصول المعتقل السابق إلى دمشق، أفاد صهره أن “مازن سافر من برلين إلى مطار بيروت عبر شركة أجنحة الشام ومن هناك إلى مطار القامشلي ومنها إلى دمشق ليجري اعتقاله هناك”.

وأخبر مازن ابن أخيه المقيم في ألمانيا خلال آخر مكالمة بينهما عندما وصل مطار دمشق بأنه تورط، وقال له: “ادعيلي”، حسبما ذكر صهر المعتقل السابق مازن حمادة.

ونشر ناشطون سوريون مقطعا مصورا للمعتقل السابق مازن حمادة، في شباط 2021، قالوا إنه عندما كان في برلين قبل عودته بمدة إلى دمشق، حيث ظهر يتحدث مع أحد الأشخاص عن إنجازاته في القضية السورية.

لكن الأخير قال له كيف تريد العودة إلى سوريا عن طريق إيران، فرد عليه “حمادة” أنها “حركة مني أسقطت فيها الكثيرين، وظهروا بأنهم مرتزقة وشبيحة، ولو أريد العودة لرجعت دون أن يعرف أحدا بذلك، ولن أعود للنظام لأن إخواتي ما زالوا عنده بالسجن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.