سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى
سجلت أسعار السلع الغذائية والوقود انفلاتاً حاداً في سورية خلال العام 2022، في أعقاب تهاوي سعر صرف الدولار مقابل الليرة، الذي وصل إلى 5600 ليرة، وسط مخاوف كبيرة من التداعيات، في بلد يشهد تفاقماً لمعدلات الفقر.
هذا الانفلات دفع السوريين لوصف العام 2022 بأنه الأسوأ معيشياً منذ محاولات النظام وأد حلمهم بالدولة والعيش الكريم عام 2011، وكان قد تهاوت الليرة في سعر صرف إلى المستوى الأسوأ بتاريخ البلاد، ونفدت حوامل الطاقة من الأسواق وارتفعت الأسعار خلال العام بأكثر من 150%، من دون تحسين الدخول.
وبعد تحسن سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي والعملات الأجنبية، بشكل ملحوظ خلال الساعات الماضية، حيث سجلت أسواق دمشق وحلب، 5500 ليرة سورية مقابل الدولار الواحد، بينما سجلت في قمة انهيارها أواخر العام الفائت، 7100 ليرة سورية، في حين لا تزال أسعار المواد الغذائية مرتفعة غير آبهة بتحسن قيمة الليرة السورية.
ويأتي ذلك، بالتزامن مع غياب دور الحكومة في اتخاذ أي إجراءات اقتصادية فعلية تخفف الضغط عن كاهل المواطنين، في حين أصبح السوري من أفقر شعوب الأرض وأكثرهم تعاسة.
فالأسرة الصغيرة تحتاج لنحو مليون ونصف ليرة سورية للعيش بأبسط الاحتياجات، وأسعار بعض المواد الأساسية في مناطق سيطرة قوات النظام، حيث كانت على النحو التالي، الخبز السياحي 2500 ليرة، كيس الطحين بوزن 15 كيلوغرام 40 ألف ليرة، كيلو السكر 7 آلاف ليرة، كيلو البرغل 6 آلاف ليرة، لتر الزيت النباتي 18 ألف ليرة، تنكة زيت الزيتون بوزن 16 كيلوغرام 365 ألف، كيلو لحم الخروف 40 ألف ليرة، كيلو لحم العجل 32 ألف ليرة.
وبالتوازي مع انهيار قيمة الليرة السورية، تتصاعد أزمة المحروقات بشكل كبير، وبلغ سعر ليتر المازوت في العاصمة دمشق وحلب بـ 13 ألف ليرة سورية، أي أن العائلة تحتاج 5 ليترات للتدفئة يوميا بقيمة 65 ألف ليرة سورية ما يعادل نصف راتب شهري لموظف حكومي.
بينما يباع ليتر المازوت في المناطق القريبة من لبنان كحمص وطرطوس بـ10 آلاف ليرة سورية.
ويتراوح سعر ليتر البنزين ما بين 14 -21 ألف ليرة سورية، حيث يختلف سعره من مدينة إلى أخرى.
وبلغ سعر إسطوانة الغاز 200 ألف ليرة، في العاصمة دمشق، نتيجة عدم قدرة حكومة النظام تأمين المحروقات وسد العجز الكبير الحاصل وإنهاء أزمة المحروقات التي باتت الهم الأبرز للمواطنين في تلك المناطق.