سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى
لا يزال التعليق الرسمي على قضية التقارب وإعادة العلاقات غائبًا من قبل “الائتلاف” الذي لم يصدر أي بيان أو توضيح حتى هذه اللحظة، رغم مرور حوالي أسبوع على لقاء وزراء الدفاع التركي والروسي والسوري.
كما غاب التعليق من قبل الحكومة السورية المؤقتة على القضية، مع نشر المعرفات الرسمية لها مواضيع خدمية وفعاليات رياضية.
وتطرقت للحديث عن التقارب بنفي أنباء متداولة عن أن رئيس “المؤقتة”، عبد الرحمن مصطفى، عرض في أثناء لقائه مع قادة الفصائل التقارب مع النظام السوري.
وأكدت “المؤقتة” أنها متمسكة بالثوابت التي قامت عليها الثورة السورية، وأنها تقف مع مطالب الشعب في إنهاء منظومة الاستبداد وبناء دولة المواطنة والعدالة، متجاهلة أي حديث عن المباحثات التركية مع النظام السوري.
الباحثون والمحللون السياسيون يرون أن السكوت الذي لا يزال يغلّف موقف المعارضة الرسمية السورية من خطوات التقارب التركي مع النظام السوري، يثير الدهشة والتساؤل من جانب كثير من السوريين.
فالعلاقة الناظمة للمعارضة مع الأتراك تؤكد أن هذا الصمت ربما يبدو طبيعيًا بحكم علاقة التبعية المطلقة التي تحكم مواقف المعارضة السورية، التي انحصرت مهمتها في دور وظيفي محدد لا تستطيع تجاوزه.
ويعتقد أن “الائتلاف” و”هيئة التفاوض” لا يستطيعان الإدلاء بأي رد فعل دون استشعار رأي الجانب التركي، ما يعني أن تلك المعارضة باتت عبئًا على القضية السورية، ولم تعد حاملًا لمشروع التغيير بسبب افتقادها للقرار الوطني، فما يمكن أن يقال عن المعارضة السياسية ينطبق في الوقت ذاته على الكيانات الأخرى، سواء كانت “الحكومة المؤقتة” أو قيادات “الجيش الوطني”.
من جهتها، علّقت وزارة الدفاع في النظام السوري على الاجتماع في بيان لها، بأنه كان لقاء “إيجابيًا”، وجرى فيه بحث ملفات عديدة.
وفي 15 من كانون الأول 2022، أعلن الرئيس التركي أردوغان، أنه عرض على الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إجراء لقاء ثلاثي على مستوى الزعماء سيضم أيضًا رئيس النظام السوري، بشار الأسد.
وقال أردوغان حينها، إنه اعتبارًا من الآن، “نريد أن نتخذ خطوة كثلاثي سوريا وتركيا وروسيا”، مضيفًا أنه يجب أن تتحد الاستخبارات أولًا، ليجتمع بعدها وزراء الدفاع، ثم يجب أن يجتمع وزراء الخارجية، وبعد هذه الخطوات سيجتمع مع بوتين والأسد كقادة، موضحًا أن بوتين نظر إلى هذا العرض بإيجابية، مؤكدًا بدء سلسلة من المفاوضات.