سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى
زادت احتفالات رأس السنة الميلادية التي قام بها عناصر من ميليشيا النظام السوري في العديد من المدن، من معاناة السوريين، وذلك بعد إطلاق الرصاص العشوائي والقنابل اليدوية في المناطق السكنية، ابتهاجاً بقدوم العام الجديد، الأمر الذي تسبب بحدوث إصابات بشرية كثيرة ولا سيما بين الأطفال.
ففي اللاذقية، أعلنت صفحات موالية أن إطلاق النار العشوائي من قبل عناصر الميليشيات أدى إلى وقوع 3 إصابات بين المدنيين، واصفة الوضع بأنه أشبه بساحة معركة على الرغم من المرسوم المزعوم الذي أصدره رئيس النظام السوري بشار الأسد بمنع إطلاق النار في المناسبات الاحتفالية.
من ناحيتهم انتقد ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي إطلاق الرصاص العشوائي بين المدنيين واستهتار الشبيحة بحياة الأطفال في الوقت الذي يعاني فيه الناس من أوضاع معيشية صعبة ونقص في الخدمات ولاسيما الكهرباء والغاز ووسائل التدفئة.
وسخر أحدهم قائلاً: “قنابل شيلكا دوشكا كلاشنكوف مسدسات وأشياء أخرى الآن في سماء الساحل المقطوع من المياه والكهرباء والوقود، فقط الذخائر الحربية موجودة بكثرة وفي خدمة السكارى تحت إشراف الجهات المختصة لاستعراض القوة في كل مناسبة كي تذكر الشعب أنهم محكومون بالنار حتى إشعار آخر.
وسخرت معلقة أخرى من دوريات الأمن المزعومة التابعة للنظام السوري التي تدعي التزامها بوقف عمليات إطلاق الرصاص العشوائي خلال الاحتفاليات، وتساءل آخر عن سبب الاحتفال بالسنة الجديدة التي باعتقاده ستكون أسوأ من سابقتها، وقال آخر ساخراً: “نشكر الله ما عنا نووي لكانت السنة الجديدة غير شكل”.
يذكر أن عشرات الأشخاص فقدوا حياتهم وأصيبوا آخرون في السنوات الماضية خلال قيام شبيحة وميليشيات النظام بإطلاق النار العشوائي بين المدنيين بزعم احتفالهم برأس السنة أو انتخاب رئيس النظام بشار الأسد الأمر الذي لاقى انتقادا شعبياً واسعاً انتهى بقرار من وزارة داخلية النظام السوري بمنع استخدام الأسلحة الحربية بغرض الاحتفال وتعرض من يخالف للعقوبات المشددة بزعمهم.
فالشبيحة الذين باتوا يُعرفون بجيش الدفاع الوطني، يملؤون أحياء المدن الخاضعة للنظام السوري، يراهم المرء أينما ذهب، ويعرفون من وجوههم دون الحاجة لتعريف أنفسهم.
وتشكّلت فرق الشبيحة منذ عقود ولكن كانت تنشط بسريّة تامة، ومع ولادة الثورة السورية وتزايد المظاهرات المنددة بالنظام ورئيسه بشار الأسد، أُعلن عنها بشكل رسمي وانتشرت صورهم وهم يقمعون المتظاهرين ويعتقلون الشباب ويهينونهم.
وتتوزع على حواجز قوات النظام في مراكز المدن بعض الفتيات اللواتي يسهرن مع عناصر الشبيحة حتى طلوع الفجر، يتخلل ذلك شرب الخمر والمداعبة الكلامية والجسدية معهن، يلبسن قلائد عليها صورة حسن نصر الله.
واعتمد النظام السوري على الشبيحة مؤخراً في إدارة المدن الخاضعة لسيطرته بعد انتهاء دور الشرطة وقلة عدد المتطوعين في هذا السلك بسبب خطر التصفية الذي لا يستبعده معظم العناصر، وأيضا أضاف فرقة من النساء تطوعن في جيش الدفاع الوطني ينتشرن في مختلف المناطق الخاضعة لسيطرة النظام وخصوصا دمشق.