سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى
غناء ورقص ومجون فوق الجوع والفقر والأنقاض، هذا ما ينطبق على ما يجري في سوريا من تحضيرات لاستقبال العام الجديد، وسط أزمات اقتصادية ومعيشية متكررة تعصف بالبلاد، التي تضم أكبر عدد للنازحين والمهجرين قسرا في العالم “6.9 ملايين نازح”، من دون نسيان اللاجئين والمشردين والمعتقلين في سجون النظام السوري.
يقبل فنانون سوريون ولبنانيون إلى دمشق واللاذقية لإحياء حفلات رأس السنة، لطبقة الأثرياء وأمراء الحرب والسلطة، حيث إن 90 في المئة من السوريين يرزحون تحت خط الفقر وبحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة لسد جوعهم.
اللافت هذا العام هو الإقبال الشديد من الطبقات الميسورة على حضور هذه الحفلات حيث يبدأ سعر البطاقة من 400 ألف ليرة، وأفاد مصدر بأن “معظم حجوزات حفلات الفنانين اللبنانين كاملة”، ويرى ناشطون أن “تحدّي إقامة حفلة رأس السنة والميلاد في ظلّ الأوضاع الراهنة هو تحدٍّ كبير وأشبه بمعركة وجود”.
وبحسب أحد منظمي حفل في دمشق فإن “الإقبال جيّد هذا العام نسبةً لأوضاع البلد، غير أنّه لا يمكننا تحديد العدد النهائي إذ ما زلنا نتلقّى الحجوزات حتّى الساعة”.
وتزامنت الاحتفالات بمناسبة رأس السنة الميلادية، مع إطلاق الرصاص والألعاب النارية في عدد من المناطق في سوريا، حيث رصد نشطاء ، إصابة 10 مواطنين هم رجل و8 أطفال بجروح متفاوتة نتيجة إطلاق الرصاص العشوائي، تزامنا مع احتفالات رأس السنة
ووفقاً للنشطاء ، فقد أصيب 3 أطفال في مدينة الحسكة وأصيب 9 مراهقين عند دوار الكنيسة الآشورية بسبب مشاجرات حدثت المراهقين يتسكعون في الشوارع مع عدم وجود رادع أسري ، أصيب طفلان في حي غويران يبلغ أحدهما 7 أعوام والآخر 12 عام، كما أصيب الطفل الثالث في حي الناصرة بسبب الإطلاقات النارية من مركز المدينة باتجاه الحي، رغم أن أهالي حي غويران والنشوة والزهور وكأن لم تمر بهم هذه المناسبة.
وأصيب 3 أطفال آخرين بجراح متفاوتة بمدينة حلب نقلوا على إثرها إلى المشفى لتلقي العلاج، بينما أصيب طفلان ورجل في مدينة حمص.
وبالرغم من عدم الاستقرار الأمني في عموم المناطق السورية والظروف المعيشية القاسية، ومع بداية الساعات الأولى من العام الجديد يحتفل الكثير من السوريين في عدة مناطق بمناسبة رأس السنة الميلادية، عبر إطلاق الألعاب النارية وإظهار الفرح، لكن في المقابل تتسبب هذه الألعاب النارية والأعيرة ببث حالة من الذعر بين المدنيين.