سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى
أعلنت وزارة أوقاف النظام السوري صباح اليوم الاثنين وفاة منيرة القبيسي والتي تعد من أبرز مؤسسي ما يسمى بالحركة النسائية الإسلامية في الأراضي السورية أو ما يعرف في البلاد جماعة القبيسيات والتي تم إطلاقها في أوائل الستينيات في العاصمة السورية دمشق وبدأت تظهر على السطح بشكل لافت مع بداية السبعينيات .
بدأ عدد كبير من المتابعين في البحث عن سبب وفاة منيرة القبيسي خاصة وأنها تعد من أبرز النشاطات النسوية في المجال الدعوي والديني الداعم للنظام ولها تأثير كبير على مختلف النساء في مناطق سيطرة النظام السوري وخاصة في بلاد الشام ، إذ انتشر نبأ وفاتها على مواقع التواصل الاجتماعي كالنار في الهشيم
وبحسب ما قالت حسابات على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة ، فإن سبب وفاة منيرة القبيسي يعود لصراع طويل مع المرض حيث تبلغ من العمر 93 عاما ، إذ ادعت تلك الحسابات أنها تعرضت لوعكة صحية ألمت بها خلال الأيام القليلة الماضية ونقلت على إثرها الى أحد المستشفيات في دمشق الى أن أعلن عن وفاتها صباح اليوم الاثنين.
وكتب الدكتور محمد وهبة عن وفاة منيرة القبيسي عبر فيسبوك :” في هذا اليوم الإثنين الثالث من جمادى الآخرة ١٤٤٤ للهجرة الموافق ٢٦ كانون الأول ٢٠٢٢ للميلاد قرأت خبر رحيل مربية الجيل الداعية منيرة القبيسي رحمها الله بحسب قوله .
فتلك السيدة استطاعت أن تؤسس علاقة بين أوساط النساء والنظام السوري وصل أخبارها إلى العالم العربي كله وأوروبا و الأمريكيتين وجلّ دول العالم .
كانت على علاقة فكرية ودينية وشخصية مع الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي ، بل إنه كان من أكثر المتحمسين لنشاطها الدعوي ، فقال عنهن : الأخوات اللواتي ضربن المثل بالحضارة والدين والوطنية والمثل العليا ، ونشطت القبيسيات بشكل خاص في سورية ولبنان والأردن وفلسطين والكويت ودول الخليج ، ووصلن الى كندا وأمريكا ، وتنسب القبيسيات إلى منيرة القبيسي ، وهي امرأة سورية كانت تعيش في إحدى الحارات القديمة في العاصمة دمشق، وتُلّقب بالآنسة .
وكانت القبيسي من مدرسة مفتي سورية السابق أحمد كفتارو شيخ الطريقة الصوفية النقشبندية في سورية ، وهو الذي أشار عليها بالدخول إلى هذه الطريقة الصوفية .
منيرة القبيسي هي واحدة من مؤسسي مجموعة القبيسيات وهي معلمة معتمدة ومعتمدة رسميا. لديها أيضا شهادة في العلوم الطبيعية. تم تعيينه رسميا في العديد من المدارس المختلفة في مدينة دمشق في سوريا. منيرة القبيسي تحمل الجنسية السورية ، من أب وأم سوريين ، وتلقت تعليمها في سوريا ، مع مجموعة من النساء لتشكيل مجتمع القبيسات.
وفي معتقد ” القبيسيات” بأن شيختـهن لا يجوز مناقشتها؟ ، وأمرها مطاع ، وطاعتها من طاعة الله ، وأن حبها من حب رسول الله صلى الله وسلم ، وأن المريدة عبارة عن هيكل خلقه الله للتفاني في حب وخدمة ” الآنسة ” وكلما تفانت التلميذة في حب الآنسة كلما قربت من الله ، حتى تصل إلى درجة الكمال ، وإلى معـرفة الله عز وجل وعندها تنتقل من مرحلة العوام إلى الخواص ، ومن خلال هذه المفاهيم فهن يقمن بتقبيل يدها ويتاسبقن لشرب فضلات كاسها من الماء ، أما من ينالها شرف التوبيخ من حضرة الآنسة الكبيرة فقد نالت شرفاً كبيراً من الله ساقه إليها ، وفي سبيل غرس هذه المفاهيم يُطلقن بعض الشعارات مثل : لا علم ولا وصول إلى الله من دون مربية ويجب أن تكون العضوة كالميتة بين يدي آنستها وتكشف لها كل ما عندها حتى تستطيع أن تأخذ بيدها ” كقولهم: ومن قال لشيخه : لم ؟ لم يفلح أبداً ،ويحكى أسامة السيد فى كتابه عدة نقولات فى هذا الشأن: قال شيخ لبناني أنهن يقلن عن الآية ونجيناهم بسحَر ) أن معناها أن الله نجاهن من الضلال بسحر أي بسحر حلبي.
تعد زيارة الشام واجباً أو لنقل حلماً لكل من يتم لها الإذن بذلك من نساء التنظيم اللاتي يدعين أن رحلة الحج والعمرة هي “رحلة كعبة المباني ” ورحلة الشام هي “رحلة كعبة المعاني ” هكذا ، وفي هذه الرحلة يتم مقابلة ” الآنسة الكبيرة ويتلقي الإرشاد والتوجية منها ، ولذلك تحتال بعض نسـاء التنظيم على ولاة أمورهن للذهاب إلى كعبة المعاني.
من شهادة أخرى عضوة سابقة في بيادر السلام :تقول أنها ذهبت معهم إلى الشام في رحلاتهم السنوية الدائمة،و رأيت هناك جلسات الذكر الجماعي وقد حدث هناك أن رأيت الفتيات الكويتيات قد قبلن قدم الآنسة فتجلس الآنسة في مقعد مرتفع، و يجلس الجميع على الأرض فتقول: أنت يا فلانة مظلمة و انت يا فلانة معتمة و انت يا فلانة الله موراض عنك، و كان الجميع يأخذ كلامها بمحمل الجد و كما لو كانت تعلم الغيب و العياذ بالله.