سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى
تشهد أجواء مايسمى بمنطقة “خفض التصعيد” الممتدة من جبال اللاذقية الشمالية الشرقية، وصولاً إلى الضواحي الشمالية الغربية لمدينة حلب مروراً بريفي حماة وإدلب، غياب لطائرات النظام الحربية منها والمروحية، منذ نحو 34 شهراً، وذلك نظراً لدخول المنطقة بوقف إطلاق نار انبثق عن اجتماع الرئيسين الروسي بوتين والتركي أردوغان في الـ 5 من شهر آذار من العام 2020، حيث لم تشهد المنطقة أي عملية قصف جوي من قبل طائرات النظام ولم يوثق المرصد السوري لحقوق الإنسان استشهاد أي مدني خلال الشهر الـ 98، من تصعيد تلك الطائرات لضرباتها الجوية على الأراضي السورية.
لتكون طائرات النظام الحربية والمروحية قد أنهت بذلك الشهر الأول من السنة التاسعة على التوالي، من تصعيدها القصف الجوي على الأراضي السورية من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها، مستهدفة المدن والبلدات والقرى والمزارع السورية، بعشرات آلاف البراميل المتفجرة والغارات، محدثة دماراً كبيراً في البنى التحتية والمرافق العامة وممتلكات المواطنين، إذ وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان منذ الـ 20 من شهر تشرين الثاني من العام 2014، وحتى يوم الـ 20 من كانون الأول من العام 2022، تنفيذ طائرات النظام الحربية.
والمروحية، أكثر من 164400 ضربة جوية، إذ قصفت الطائرات المروحية المناطق السورية بأكثر من 78505 برميل متفجر، فيما نفذت الطائرات الحربية 85895 غارة على الأقل.
كما أن القصف خلال 98 شهراً، أوقع آلاف الشهداء وعشرات آلاف الجرحى، في عشرات المجازر التي طالت المدن والمناطق السورية، حيث وثق المرصد السوري منذ الـ 20 من شهر تشرين الثاني من العام 2014، وحتى 20 كانون الأول من العام 2022، استشهاد 13841 مواطن مدني هم 3206 طفلاً دون سن الـ 18، و2115 مواطنة فوق سن الثامنة عشر، و8520 رجلاً، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 91 ألفاً آخرين من المدنيين بجراح، عدد من وثقهم المرصد السوري لحقوق الإنسان من شهداء وجرحى في القصف الجوي لطائرات النظام الحربية والمروحية خلال 98 شهراً، حيث تعرض الآلاف الإعاقات دائمة وفقدان أطراف.
أيضاً قضى جراء غارات الطائرات الحربية، والبراميل المتفجرة ما لا يقل عن 8065 مقاتلاً من الفصائل المقاتلة وهيئة تحرير الشام وتنظيم الدولة (د ا ع ش) والحزب الإسلامي التركستاني وعدة فصائل أخرى، إضافة لإصابة آلاف آخرين بجراح.
في حين ارتفعت بدورها الخسائر البشرية من المدنيين في غارات طائرات النظام السوري الحربية والمروحية منذ انطلاقة الثورة السورية في آذار من العام 2011 وحتى اليوم 20 كانون الأول من العام 2022، وبلغت 26403 شهيدا مدنيا هم: 16652 رجلاً وشاباً، و5967 طفلاً دون سن الثامنة عشر، و3784 مواطنة فوق سن الـ 18
وعلى الرغم من استمرار روسيا في إطلاق الادعاءات والأكاذيب الروسية المتواصلة حول عدم قتل طائراتها وضرباتها الصاروخية للمدنيين، ومحاولاتها إرساء حلول وفق مقتضيات مصلحتها، فروسيا الاتحادية العضو الدائم في مجلس الأمن الدولي، مستمرة في قتل المدنيين السوريين، وسط استمرار المجتمع الدولي في صمته وصمِّه لآذانه، والتعامي عن هذه المجازر والجرائم المرتكبة بحق المواطنين من أبناء الشعب السوري، من قبل روسيا، والتي تنفذها بذريعة محاربة “الإرهاب”، في الوقت الذي لم يخرج عن المجتمع الدولي سوى تنديدات إعلامية منه ومن مبعوثه الأممي إلى سوريا عن الجرائم المتواصلة بحق أبناء الشعب السوري، فخلال نشر هذه الإحصائيات المرعبة، لتوثيقات الخسائر البشرية، التي كان المواطن المدني السوري، الضحية الأساسية للعمليات العسكرية في سوريا، لتوجيه رسالة إلى المجتمع الدولي، محملة بأوجاع وآلام وصرخات أبناء الشعب السوري، لعلَّ هذا الارتفاع المخيف والمستمر بأعداد الخسائر البشرية، وصرخات وآلام الجرحى والمصابين وذويهم، تحرك ما تبقى من ضمير هذا المجتمع، فنجدد كشعب سوري إدانتنا الشديدة لاستمرار قتل المدنيين في سوريا، وندعو مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة، للعمل بشكل أكثر جدية، لوقف القتل اليومي بحق المواطنين السوريين الراغبين في الوصول إلى دولة الحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة، وإحالة المجرمين إلى المحاكم الدولية المختصة، كي ينالوا عقابهم.