درعا – مروان مجيد الشيخ عيسى
استهدف مسلحون مجهولون اليوم، بالرصاص المباشر ضابط برتبة “عقيد” ومرافقة عند دوار بلدة الشيخ سعد غربي درعا، مما أدى إلى إصابتهما بجروح خطيرة، و على الفور قامت دورية تابعة لقوات النظام بنقلهما من موقع الاستهداف وسط اعتقالات طالت عدد من المدنيين كانوا بالقرب من المكان.
الجدير ذكره، أن الضابط يتسلّم كتيبة الدبابات في قوات النظام التابعة للواء 112 الواقع في محيط مدينة نوى.
وبذلك، فقد بلغت حصيلة الاستهدافات في درعا، منذ مطلع شهر كانون الثاني، وفقاً لتوثيقات المرصد السوري510 استهدافا جميعها جرت بطرق وأساليب مختلفة، وتسببت بمقتل 469 شخص، هم: 213 من المدنيين بينهم 6 سيدات و 11 طفل، و168 من العسكريين تابعين للنظام والمتعاونين مع الأجهزة الأمنية وعناصر “التسويات”، و 43 من المقاتلين السابقين ممن أجروا “تسويات” ولم ينضموا لأي جهة عسكرية بعدها، و 31 ينتمون ومتهمون بالانتماء لتنظيم (د ا ع ش) ، و9 مجهولي الهوية، و5 عناصر من الفيلق الخامس والمسلحين الموالين لروسيا.
وتشهد درعا فوضى وتوترات أمنية مستمرة جنوب سوريا، إذ لم تتوقف عمليات الاغتيال منذ اتفاق التسوية في 2018، حيث تتداخل في عمليات الاغتيال عدة أطراف أبرزها الأجهزة الأمنية، والميليشيات الإيرانية، عبر عناصر محلية، بالإضافة إلى توظيف هذه الأطراف لتنظيم (د ا ع ش) في عمليات الاغتيال سواء كان بشكل مباشر، أو غير مباشر عبر إيصال رسائل للتنظيم حول شخصيات معينة ليتم اغتيالها لاحقا.
ومن جهة ثانية، لا تزال درعا، بمثابة خاصرة رخوة بشكل مقصود من قبل النظام السوري ، والميليشيات الإيرانية التي تعمل على بسط سيطرتها عليها، وهذا ما يسهّل تنقل عناصر (د ا ع ش)، تحت أعين الأجهزة الأمنية، إضافة لتنقل الميليشيات الإيرانية.
وفي ظل هذه الظروف، لم يفِ النظام السوري ، بتعهداته التي أقر بها باتفاق التسوية، وعلى رأسها إطلاق سراح المعتقلين، والعمل على القيام بإصلاحات اقتصادية تُعيد الانتعاش لدرعا من بينها إعادة تأهيل بنيتها التحتية، ليبقى التساؤل المطروح بشكل مستمر، حول هذه التوترات ونتائجها إلى متى سوف تستمر، بالإضافة إلى الاستقرار الذي بات يراه أبناء المنطقة بعيدا على الأقل في المرحلة الحالية.