حماة – مروان مجيد الشيخ عيسى
اليوم هو الثاني عشر من شهر كانون الأول لعام 2022، الذكرى السنوية السادسة للمجزرة المروّعة التي ارتكبها النظام السوري بحق أطفال ونساء ورجال أهالي ريف حماة الشرقي، في الثاني عشر من شهر كانون الأول من العام 2016.
واستشهد في ذلك الوقت عشرات الضحايا، وهم من المدنيين العزل، ممن لا حيلة لهم، حيث فوجئوا بقصف طيران النظام بالأسلحة الكيميائية على منازلهم.
فقد استهدف في ذات التاريخ من العام 2016 الطيران الحربي الروسي والسوري أربعة قرى آمنة في الريف الشرقي لحماة، وبشكل مكثف، ما خلف وقتها أكثر من 70 شهيداً اختناقاً غالبيتهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 100 حالة اختناق حدثت آنذاك.
ووفقاً لمصادر محلية في ذاك الوقت، فقد قضى من المدنيين العزل في استنشاق الغازات السامة 35 مدنياً من قرية جروح، و43 من قرية الصلالية، و7 مدنيين من قرية حمادة عمر، واثنان من قرية القسطل، إضافة لوجود أكثر من 100 حالة اختناق متفاوتة.
واستخدم طيران روسيا والنظام السوري في قصف المدنيين العزل في تلك البلدات من ريف حماة الشرقي غاز السارين السام، في ظل مزاعم النظام السوري بأنه سلّم جميع الكمية الموجودة لديه إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، التي صرّحت بأن سوريا أصبحت خالية من هذا السلاح الكيماوي.
ولم تنل منطقة ريف حماة الشرقي نصيبها من التغطية الإعلامية إذ تعرضت لتعتيم إعلامي كبير، بسبب سيطرة تنظيم الدولة “د ا ع ش” على المنطقة، في ظل مواصلة الطيران الحربي والمروحي على المنطقة لبضعة أشهر، قبل سيطرة النظام عليها وتهجير أهلها، وطمس آثار الجريمة.
وقالت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” في الذكرى السنوية السادسة لهجوم النظام السوري بالأسلحة الكيميائية على منطقة ريف حماة الشرقي, إن طيران النظام السوري ثابت الجناح قصف يوم الاثنين 12 من كانون الأول عام 2016 قرابة 8 صواريخ محملة بغاز كيميائي سام، مستهدفاً قرى عقيربات، حمادي عمر، القسطل، الصلالية، جروح في ريف حماة الشرقي.
وبالرغم من مرور نحو ست سنوات على ارتكاب النظام وروسيا لتلك المجزرة غير الإنسانية، فإن الفاعل لا يزال حراً طليقاً دون أن يحاسب على فعلته، أو يتعرض للمساءلة من المجتمع الدولي .
ولا يملك الأهالي في هذه الذكرة الأليمة، سوى المطالبة بتحرك المجتمع الدولي، داعين إياه أن يضع نصب عينيه تطبيق قواعد القانون الدولي الإنساني، ومحاسبة مرتكبي مثل هذه الجرائم البشعة ومخالفتهم اتفاقية حظر استخدام الأسلحة الكيماوية لعام 1993.
وكان قد كشف السفير الأميركي لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، جوزيف مانسو، في لقاء ، أن الولايات المتحدة تعتقد، استنادا إلى مصادر معلوماتها، أن النظام السوري استخدم السلاح الكيماوي 50 مرة على الأقل خلال الصراع في سوريا.
وأشار إلى أن النظام يتحمل مسؤولية كبيرة، لذلك يحاول عرقلة تحقيقات منظمة حظر الأسلحة الكيميائية
وقال مانسو: “علينا أن نتأكد من أننا ردعنا النظام السوري عن استخدام السلاح الكيماوي مجددا ولهذا السبب تدعم الولايات المتحدة بقوة الجهود متعددة الجنسيات وتلك التي يقودها السوريون لمحاسبة المسؤولين عن استخدام السلاح الكيماوي.
وقد شدد على أن الولايات المتحدة والمجتمع الدولي لن يتوقفا عن بذل الجهود لمحاسبة النظام السوري.
وكان أوضح السفير الأميركي أن “لدى النظام السوري الكثير لإخفائه ولا يزال يخفي قدرات تتعلق بالسلاح الكيماوي.