يبدو أن الأزمة الإقتصادية ألقت بظلالها على الحيوانات بعد أن نالت من المواطنين وأدت إلى تغيير صورة الحياة النمطية لهم، فمع شح المواد الأساسية وغلاء أسعارها فرضت على المواطن حالة قسرية من التقنين المعيشي، وأصبح يقتصد من دون إحراز أي تقدم أو تغيير في موازنة دخله مع المتطلبات الضرورية التي لايمكن الإستغناء عنها،
ولحق الجفاف بركب الأزمات الاقتصادية المتعددة ليصبح جزءا طبيعياً من الواقع المتردي، الذي أدى إلى النقص الحاد في مادة العلف والغياب التام للمراعي، مما أثقل كاهل مربين المواشي، وأنذر بكارثة حقيقية على الثروة الحيوانية، ومع غياب المواد اللازمة والضرورية لتربية المواشي بالشكل الصحيح والسليم، فقدت الأخيرة قيمتها الشرائية وأصبحت الأسعار متدنية بشكل غير مسبوق،
وبالمقابل لازالت اللحوم عند الجزارين تباع بأسعار مرتفعة جداً حيث يباع الكيلو غرام من لحم الضأن ب ١٩٠٠٠ ليرة سورية وقابل للزيادة في الأيام القادمة، ومن منطلق الأزمة التي تمر بها المواشي بدأت قصص غريبة وغير مألوفة يتداولها الناس، على سبيل المثال تقديم مالكي المواشي عروض مغرية لتربية أغنامهم على من يتكفل بتربية القطيع للعام القادم ويأخذ نصف القطيع،
وأيضاً شراء بعض الرعاة لحمولات كاملة من سوق الهال كالباذنجان وغيره من الخضار، لتأمين علف وغذاء لتلك المواشي حفاظاً على حياتها في ظل غياب العلف بشكل تام أو توفره بأسعار مرتفعة جداً،
ومن أكثر الأمور المثيرة للدهشة هو رصد كاميراBAZ لبعض القطعان وهي تقتات على القمامة في منتصف مدينة الحسكة، وعند سؤال الراعي هل تأكل الأغنام القمامة؟ رد ساخرا وممتعضا ليقول: لقد بدأت تأكل حتى أكياس النايلون مؤكداً بأنها اعتادت الرعي على القمامة،
خاص وكالة BAZ