جثة القذافي تثير الجدل في ليبيا.. حقيقة إيجادها مرميةً بالصحراء

ليبيا – فريق التحرير

نشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، فيديوهات متداولة، أثارت الجدل، وتظهر ما قيل إنها “جثة القذافي” مرمية في صحراء ليبيا بعد سنوات على الغموض الذي رافق عملية دفن الرئيس الليبي السابق بمكان سرّي لم يعلم حتى اليوم.

وانتشر فيديو بشكل واسع على مواقع التواصل يظهر جثة شبه متحلّلة وسط رمال الصحراء الليبية قرب جفرة في سرت، قيل إنها للقذافي، الذي حكم البلاد لسنوات طويلة.

ونقلت وكالة فرانس برس، أن الفيديو الذي انتشر بداية على منصة “تيك توك” حظي بآلاف المشاهدات وتمت مشاركته مئات المرات على مواقع التواصل الاجتماعي.
إلا أنّ صاحب الحساب الذي نشر الفيديو لأول مرة على منصة “تيك توك” بتاريخ 7 يونيو 2022، أوضح أن ما يظهر فيه هو دمية بلاستيكية تستخدم في التصوير، ثم عاد وقال إنه لـ جثة القذافي، فيما تحدثت وسائل إعلام أنه كان نشر قبل ذلك فيديو آخر للدمية نفسها في شاحنة، فيما ظهرت في الخلفية على ما يبدو معدات تصوير.

وذكرت العديد من المصادر الإعلامية أنه وخلال البحث في حساب الرجل تبين من لوحة تسجيل الشاحنة والفيديوهات الأخرى المنشورة في الحساب أن تلك المشاهد ملتقطة في صحراء وادي رم في الأردن.

وفي 20 أكتوبر من 2011، قتل القذافي في سرت، مسقط رأسه، إلى الشرق من العاصمة الليبية، وذلك بعد اندلاع احتجاجات في البلاد ضد نظام حكمه، ومساندة الدول الغربية للمقاتلين ضده.

وبقيت ملابسات مقتل الزعيم الليبي الراحل العقيد معمّر القذافي غامضة، رغم مرور أكثر من عشر سنوات من الحادثة، وتداول صور عن مقتله في مخبئه على أيدي مقاتلين من “المجلس الوطني الانتقالي” الذي حكم ليبيا بعد اندلاع “الانتفاضة الشعبية” في شباط فبراير 2011.

بحسب الرواية الرسمية للسلطات الليبية توفي معمر القذافي برصاصة في الرأس في تبادل لإطلاق النار بين مؤيديه وقوات معارضة، ومع ذلك فإن مقاطع الفيديو التي صورها مقاتلون وجمعتها منظمة هيومن رايتس ووتش تُظهر أنه أسر وهو على قيد الحياة، لكنه كان ينزف من إصابة في الرأس.

وفي آخر تسجيل صوتي أرسله القذافي لعائلته يوم مقتله، قال: إن سقوط مدينتي طرابلس وسرت كانت نتيجة خيانة. كما أبلغ القذافي عائلته بأنه سيُقتل في هذا اليوم.

وسبق وتحدث قبل نحو عامين صلاح بادي، قائد ما يسمى “لواء الصمود”، عن استعداده للكشف عن قبر القذافي، كاشفاً أنه دفنه مع آخرين بأيديهم بعد أن غسلوه وكفنوه.
وأشار “بادي” إلى أنّه يشترط “الاتفاق مع الأعيان والمدن الليبية”، من أجل الكشف عن مكان مقبرة القذافي، ومع ذلك لم تفرج عن معلومات حول مكان دفنه حتى اليوم رغم مطالب قبيلته وعائلته بحثمانه.

وكان سبق أن حرك المحامي الليبي عدنان إرجيعة قضية أمام محكمة بنغازي الابتدائية لمعرفة مكان قبر القذافي، الذي قال في تصريحات سابقة إنه اختصم فيها مصطفى عبد الجليل، رئيس المجلس الوطني الانتقالي السابق، الذي تولى إدارة شؤون البلاد عقب إسقاط النظام عام 2011، بالإضافة إلى الليبي علي الصلابي، المدعوم من تركيا، وصلاح بادي المُدرج على قائمة عقوبات مجلس الأمن الدولي.

يذكر أنّ القذافي ونجله المعتصم بالله، قتلوا في مدينة سرت. لكن أفراداً من مصراتة نقلوا جثتيهما إلى مدينتهم، قبل أن يدفنوهما في مكان غير معلوم. ومنذ ذلك الحين وأنصار النظام السابق يحركون دعاوى قضائية من أجل الكشف عن مكان دفنهما، لكنها لا تؤدي إلى نتيجة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.