بعد ما حدث في سوريا منذ عام ٢٠١١ وفقدان الكثير من الشعب السوري لحياتهم بين القصف والقتل والاعتقالات ففي استفتاء حلت العاصمة السورية دمشق كأسوأ مدن العالم للمعيشة فيما جاءت فيينا عاصمة النمسا بقائمة الأفضل بينها وفقاً للتصنيف السنوي الذي نشرته وحدة المعلومات الاقتصادية التابعة للمجلة البريطانية الأسبوعية الإيكونوميست.
وكشفت المجلة التي تصدر تقريرا سنوياً عن المدن الأكثر ملائمة للعيش في العالم أن فيينا جاءت في مقدمة المدن من حيث ملائمة العيش بينما دمشق تذيلت القائمة التي ضمت ١٧٣ مدينة من مدن العالم.
وقد انتزعت فيينا المركز الأول من أوكلاند التي تراجعت إلى المرتبة ٣٤ بسبب قيود جائحة كورونا في حين كانت فيينا قد تراجعت إلى المرتبة ١٢ أوائل عام ٢٠٢١ مع إغلاق متاحفها ومطاعمها بعدما كانت في المركز الأول في عامي ٢٠١٨ و ٢٠٢٠.
وبعد فيينا جاء في القائمة كل من العاصمة الدنماركية كوبنهاغن ومدينة زيورخ السويسرية وكالجاري وفانكوفر وجنيف فيما تضم المدن الأخرى التي تحتل المراكز العشرة الأولى فرانكفورت وتورونتو وأمستردام وأوساكا وملبورن.
ويعود السبب إلى تصنيف دمشق كأسوأ مدينة للعيش في العالم إلى عدة أسباب من بينها البنية التحتية والمعايير الاقتصادية إضافة إلى الخدمات الصحية والأنشطة الترفيهية الثقافية واعتمدت المجلة في تصنيفها على نحو ثلاثين معياراً من ضمنها أيضاً دخل المواطن والفساد والرقابة والأمان ومعدلات الجريمة والبطالة لتكشف إخفاق حكوالنظام السوري في جميع محاولاتها بتصوير دمشق على غير ما هي عليه.
ولكن التصنيف لم يأت لسكان دمشق بجديد فهم يعيشون سوء الخدمات واقعاً في حياتهم اليومية حيث إن دخل الموظفين لا يتناسب مع غلاء الأسعار ويكاد لا يكفي الراتب وفقاً لتقارير لسد احتياجات عائلة متوسطة العدد سوى ليوم أو يومين على أبعد تقدير بل إنه أقل مما يجنيه أحد المتسولين في الشوارع وفق تصريحات مسؤولين في النظام السوري ذاتها وبحسب موقع “SalaryExplore” يبلغ متوسط الأجور في سوريا ١٤٠ ألف ليرة سورية في الشهر وتبدأ من ٣٧ ألف ليرةو قد تهون جميع تلك المشاكل أمام مشكلة واحدة يعاني منها المقيمون في دمشق وغيرها من المدن القابعة تحت سيطرة نظام الأسد وهي الأمان فالسوريون في تلك المناطق معرضون للاعتقال دون سبب واضح أحياناً ما يثير قلق الأهالي من زيادة الانتهاكات بحقهم في ظل الأزمات التي تسبب بها نظام الأسد حتى جعلت أمر بقاء السوري حياً هو الموضوع الأساسي وما عدا ذلك مجرد تفاصيل بينما تنخرط قوات تلك ميليشيا النظام السوري بسرقة ونهب ما تبقى من أرزاق السوريين دون إعطاء أهمية لحياة المواطنين مما حول الحياة في سوريا إلى جحيم لايطاق.