إمدادات النفط الروسي في انخفاض ودول تسعى لاستخدام الفحم والاتحاد الأوربي يحذر

بات تخوف المفوضية الأوربية من العودة للفحم من واضحا حيث من حذرت من تأثير العودة لاستخدام الفحم في توليد الطاقة على خطط خفض استخدام الوقود الأحفوري، وذلك بعد قرار ألمانيا والنمسا وهولندا استخدامه مجددا بسبب تراجع إمدادات الغاز من روسيا، مع ترقب اتخاذ إيطاليا الخطوة ذاتها.

وعبرت رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين في مقابلة مع صحيفة “فاينانشيال تايمز”، عن تخوفها من “ضرب” هذه الخطوة خطط أوروبا لـ”خفض استخدام الوقود الأحفوري القذر”، قائلة إن الحكومات بحاجة إلى استمرار التركيز على “الاستثمار الضخم في مصادر الطاقة المتجددة”.

وأضافت رئيسة المفوضية الأوروبية: “علينا التأكد من استخدام هذه الأزمة للمضي قدما، لا التراجع إلى الخلف باستخدام هذا الوقود الأحفوري القذر”.

وتشعر الدول الأوروبية بالقلق إزاء تراجع إمدادات الغاز، إذ خفضت روسيا الطاقة الإنتاجية على خط أنابيب “نورد ستريم 1” بنسبة 60% الأسبوع الماضي، بسبب “عمليات صيانة” وفق شركة “غاز بروم” الروسية.

ويعد “نورد ستريم 1″، الذي يمر عبر بحر البلطيق إلى ألمانيا، أحد القنوات الرئيسية لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا. ويشعر مسؤولو الاتحاد الأوروبي بالقلق من قطع موسكو المزيد من الإمدادات قبل الشتاء.

وأعلنت هولندا هي الأخرى رفع القيود التي تفرضها على استخدام الفحم لتوليد الكهرباء، في خطوة تستهدف تعويض النقص في إمدادات الغاز الروسي، غداة إعلان ألمانيا والنمسا اتّخاذ خطوة مماثلة، وتخشى هذه الدول استمرار تراجع إمدادات الغاز الروسي مستقبلا، ما دفعها لاعتماد الفحم.

وتوقعت “فاينانشيال تايمز” أن تحذو دول أخرى في الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك إيطاليا، حذو ألمانيا في إعادة تشغيل محطات الطاقة العاملة بالفحم.

وتواجه الدول الأعضاء ضغوطا اقتصادية متزايدة بسبب نقص الطاقة، إذ ارتفعت أسعار الغاز الأوروبية بأكثر من 50% الأسبوع الماضي، وأصبح الغاز أغلى بست مرات على الأقل في منطقة اليورو مما كان عليه قبل الوباء.

وقالت فون دير لاين إن الاتحاد الأوروبي لديه “خطوات طارئة” للرد على أي انخفاض للإمدادات من روسيا، بما في ذلك تدابير توفير الطاقة و”تحديد الأولويات” للصناعات التي تتلقى الغاز.
كما أثنت على الجهود الألمانية الأخيرة لتوفير الطاقة، قائلة إنها “واحدة من أكثر أدوات الاتحاد الأوروبي فعالية”.

وسلطت فون دير لاين الضوء على رحلتها الأخيرة إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، ​​حيث يأمل الاتحاد الأوروبي أن توفر إمدادات الغاز من إسرائيل وقبرص ومصر “غازا مسالا إضافيا لأوروبا”.

وقالت إن منتجين مثل النرويج وأذربيجان “يرفعون إنتاجهم، ما يمنح الاتحاد الأوروبي بدائل لإمدادات الغاز الروسية”، والتي شكلت ما يصل إلى 40% من واردات الاتحاد الأوروبي قبل غزو أوكرانيا.

ويريد الاتحاد الأوروبي تسريع خطط زيادة توليد الطاقة من مصادر متجددة، مع إيجاد طرق لتنويع إمدادات الغاز، مثل جلب الشحنات المنقولة بحرا من الغاز الطبيعي المسال من مناطق أخرى.

وقالت فون دير لاين إن الطاقة النظيفة “ليست جيدة لمناخنا فحسب، بل إنها جيدة أيضا لأمننا واستقلالنا الطاقي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.