تعتبر سوريا من الدول الغنية بثروتها الباطنية ومن تلك الثروات الفوسفات وتقع مواقع إنتاج الفوسفات في موقعي خنيفيس والصوانه جنوبي مدينة تدمر حيث يبعد موقع خنيفيس ١٠ كم وموقع الصوانة ٤٥ كم عن تدمر وبحسب مهندسين جيولوجيين فإن توزع الفوسفات يمتد من موقعي خنيفيس والصوانه وصولا لمدينة تدمر كون المنطقة كانت سابقا مستنقع ماء ضخم ويدخل الفوسفات في صناعات كثيرة ومنها صناعة الأدوية والأسمدة الآزوتية و صناعة الاسلحة الغير تقليدية إذ تعتبر سوريا من الدول المصدرة لتلك المادة ويعتبر الفوسفات من المداخل الرئيسية للدولة والتي لاتدخل في حساب ميزانية الدولة مثله مثل النفط فقبل اندلاع الثورة السورية كانت سوريا تصدر الفوسفات لكل من روسيا والهند وكوريا الشمالية وأيضا إلى لبنان ومينائي طرطوس واللاذقية عن طريق القطار وسيارات الشحن إذ كان يقدر إنتاج موقع خنيفيس من الفوسفات ومن النوع الممتاز ذو اللون الزهري سنويا ٧٢٠٠٠٠٠٠٠ مليون طن أما موقع الصوانة ويعد أغزر من موقع خنيفيس فيبلغ إنتاجه سنويا .٢.٣٧٦٠٠٠٠٠٠ مليار طن وتوقف العمل بتلك المواقع مع سيطرة تنظيم الدولة “د ا ع ش” على المنطقة في شهر أيار من عام ٢٠١٥ حيث قام التنظيم بتدمير تلك المواقع وسرقة المعدات ونهبها
ومع التدخل الإيراني في سوريا وسيطرة المليشيات الإيرانية على تلك المواقع في منتصف عام ٢٠١٦ بدأت الميليشيات ومن يتبعها بالتحكم في إنتاج الفوسفات وسرقته وحرمان الشعب السوري من خيراته من أجل تمويل أذرعها في سوريا حتى العاملين في تلك المناجم لم يسلموا من تلك المليشيات إذ كانت تلك المناجم تعيل المئات من العاملين السوريين فيها فموقع خنيفيس كان يعمل به ٦٥٠ موظف أما موقع الصوانة فكان يعمل به ٢٤٠٠ موظف فقامت تلك المليشيات بتسريح عدد كبير من العاملين بشكل تعسفي ولم تسمح بعودة العاملين إلا بشرط أن يكون له إبن أو شقيق يعمل ضمن تلك الميليشيات أو نفسه العامل يكون منضوي في صفوف الميليشيات التابعة لإيران
والجدير ذكره بأن مناطق سيطرة النظام السوري تعاني أوضاعاً معيشية واقتصادية سيئة للغاية تدفع العشرات إلى مغادرة الأراضي السورية لدول الخارج بشكل يومي في ظل الفساد المستشري في المؤسسات الحكومية التابعة للنظام السوري وغياب لأدنى مقومات الحياة و تعنت النظام السوري بالحكم في سوريا وعلى رأسه بشار الأسد.
إعداد: مروان مجيد الشيخ عيسى